عصام الزهيري: الفن يلعب دورًا محوريًا في تشكيل القيم والأخلاق داخل المجتمعات

أكد عصام الزهيري، الباحث في التراث الإسلامي، أن الفن يلعب دورًا محوريًا في تشكيل القيم والأخلاق داخل المجتمعات، مشددًا على أنه لا يمكن الحديث عن حضارة حقيقية دون وجود فن يعكس تطورها الإنساني والثقافي.

وأوضح عصام الزهيري، خلال حواره في برنامج "علامة استفهام"، أن الفن لا يُعد ترفًا، بل هو ضرورة حضارية، قائلاً: "الفن هو من يمنح للحضارة معناها وروحها، وبدونه لا يمكن لمجتمع أن يُصنّف كمتحضر، بل يُصبح أقرب إلى المجتمع البدائي."

حرية التعبير جوهر الفن

وتحدث عصام الزهيري بإسهاب عن العلاقة بين الفن والدين، منتقدًا الأصوات التي تطالب بفرض رقابة دينية على الإبداع الفني، قائًلا: "الفن لا يجب أن يخضع لأي وصاية دينية، لأن الرقابة الدينية تقتل جوهر الفن، الذي يقوم بالأساس على حرية التعبير والانفتاح الفكري."

وتابع عصام الزهيري: "لا يوجد ما يسمى بالتوبة من الفن، فالفن ليس خطيئة حتى يتوب منه صاحبه. من الخطأ التعامل مع الفنان كأنه ارتكب محظورًا شرعيًا، لأن الفن ليس حرامًا."

الفن والدين .. حدود الاختلاف 

وفي رده على ما يُثار من جدل حول تعارض بعض أشكال الفن مع المبادئ الدينية، قال عصام الزهيري إن الفن والدين ليسا في صراع، بل لكل منهما مجاله ومضمونه، داعيًا إلى التمييز بين ما هو ديني وما هو ثقافي.

وأوضح عصام الزهيري أن محاولات إخضاع الفن لمعايير الحلال والحرام تقضي على طبيعته الإبداعية، وتجعل منه أداة دعائية أو أيديولوجية، تفقده تأثيره الحقيقي في الوجدان الجمعي للمجتمع.

المجتمعات تحترم الفنانين 

أكد عصام الزهيري أن المجتمعات التي بلغت مراحل متقدمة من التحضر والتطور هي تلك التي كرّمت فنانيها واحتضنت إبداعهم، ولم تحاول قمعهم أو تسفيه أدوارهم.

وأضاف عصام الزهيري: "في أوروبا والعالم المتقدم، يُنظر إلى الفنان باعتباره ضمير الأمة وذاكرتها الحية، أما في مجتمعاتنا العربية فغالبًا ما يُلاحق الفنانون بالتحقير أو الاتهام، وهو ما ينعكس سلبًا على تطور الفنون والثقافة."

دعوة لانفتاح ثقافي 

وفي ختام الحوار، دعا عصام الزهيري إلى تبني رؤية ثقافية منفتحة تعيد للفن مكانته الطبيعية كأداة للتنوير والتغيير، لا سيما في ظل التحولات الاجتماعية التي تمر بها المجتمعات العربية.

وشدد عصام الزهيري على أن النهضة لا تتحقق بالشعارات أو الخطابات، بل بتعزيز حرية الفكر والإبداع، وتمكين الفنانين من أداء دورهم دون خوف أو رقابة تُقيد خيالهم ومواهبهم.