عاجل

عالم أزهري يوضح الحكم الشرعي للفن والغناء: "لا تحريم مطلق" | فيديو

الدكتور محمد حمودة
الدكتور محمد حمودة

في إطار الجدل المتكرر حول شرعية الفن والغناء في الإسلام، قدّم الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر الشريف، رؤية وسطية تستند إلى آراء الفقهاء ومقاصد الشريعة، مؤكدًا أن الفن ليس محرمًا بشكل قاطع كما يروج البعض، بل إن حكمه الشرعي يتفاوت وفقًا لطبيعته ومحتواه.

الفيصل في مضمونه

وأوضح محمد حمودة، خلال لقائه في برنامج "علامة استفهام"، أن الفقهاء عبر العصور تناولوا موضوع الفن والغناء من زوايا متعددة، وأجمعوا على أن أحكام الفن تنقسم إلى ثلاثة آراء فقهية رئيسية: "الأولى .. أن الفن مكروه كراهة تنزيهية، أي أنه ليس محرمًا وإنما يُفضل تجنبه، لكنه لا يأثم فاعله.

تابع محمد حمودة: "الثانية أن الفن والغناء محرم إذا كان يشتمل على ما يثير الفتنة أو يبعد الإنسان عن طاعة الله، الثالثة: أن الفن مباح، طالما لا يتعارض مع الأخلاق العامة أو القيم الإسلامية".

وأشار محمد حمودة إلى أن هذه الآراء تؤكد أن التحريم أو الإباحة لا تكون مطلقة، بل يجب النظر إلى مضمون الفن والغناء، وسياقه، وأثره على النفس والمجتمع.

لا حكم شرعي موحّد لكل الأغاني

ورفض محمد حمودة التعميم في تحريم الغناء، معتبرًا أن الحكم الشرعي لأي أغنية يُبنى على محتواها وكلماتها، وليس على الفن والغناء كفعل مجرد. وأوضح أنه من غير المنطقي إصدار حكم واحد على جميع الأغاني دون التفرقة بين الهادف منها والخالي من المعاني الساقطة أو المثيرة للشهوات.

وأكد محمد حمودة أن كلمات الأغنية هي العنصر الحاسم في تحديد موقف الشرع منها، فإذا كانت تتضمن ألفاظًا محترمة، وتحمل مضمونًا إنسانيًا أو فنيًا راقيًا، فإنها لا تدخل في دائرة التحريم، بل قد تُعد من قبيل الترفيه المباح أو حتى وسيلة للتأثير الإيجابي.

هل أغاني أم كلثوم حلال أم حرام؟ 

وعند سؤاله حول الحكم الشرعي لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم، أكد محمد حمودة أن الأمر لا يُمكن اختزاله في حكم عام، بل يجب النظر إلى كل أغنية على حدة، قائًلا: "الحكم يكون بالقطعة، أي بحسب كلمات الأغنية نفسها، وليس بناءً على المغني أو شهرته".

وأوضح محمد حمودة أن بعض أغاني أم كلثوم تتضمن كلمات راقية ومعانٍ إنسانية أو وطنية نبيلة، ولا يمكن تحريمها لمجرد أنها ضمن قالب غنائي، مشيرًا إلى أن المعيار دائمًا يجب أن يكون في النص لا في الشكل.

الإسلام لا يعادي الفن الراقي

اختتم محمد حمودة حديثه بالتأكيد على أن الإسلام لا يعادي الفن بطبيعته، بل يضع له إطارًا أخلاقيًا يحفظ الذوق العام والقيم، داعيًا إلى التمييز بين الفن والغناء الهادف والفن المبتذل، مشددًا على أهمية الثقافة الدينية في ترشيد الذوق الفني للمجتمع.

وأضاف محمد حمودة أن الفن والغناء قد يكون وسيلة لبث القيم والرسائل النبيلة، مشبهًا إياه بالكلمة التي "إن صلحت صلح بها المجتمع، وإن فسدت أفسدت الذوق والأخلاق".

حديث محمد حمودة يُمثل طرحًا وسطيًا يعكس رؤية الأزهر الشريف تجاه الفن والغناء، قائم على التحليل والتفريق بين الغناء الراقي والمبتذل، بعيدًا عن التعميم والتشدد، ويؤكد أن الكلمة والمضمون هما المعيار الحقيقي في الحكم الشرعي على الأعمال الفنية، داعيًا إلى تجديد الخطاب الديني بما يواكب قضايا العصر ويحترم العقل والفن معًا.

تم نسخ الرابط