عاجل

عالم أزهري يحذر من مشاهدة المسلسلات والأفلام التي تروج للبلطجة والعري| فيديو

الدكتور محمد حمودة
الدكتور محمد حمودة

أثار سؤال وجّهه أحد المشاهدين لبرنامج "علامة استفهام" جدلاً واسعًا حول مدى جواز متابعة المسلسلات والأفلام التي تحتوي على مشاهد بلطجة أو لقطات خادشة للحياء، وهو ما استدعى ردًا صريحًا من الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر الشريف.

وأكد محمد حمودة، أن مثل هذه المسلسلات والأفلام تمثل خطرًا أخلاقيًا وتربويًا، مشيرًا إلى أن الإسلام يحذر من التعرض لمصادر الفتنة سواء عن طريق البصر أو السمع، وقال:"الله سبحانه وتعالى وصف من يتابعون الباطل والضلال بقوله في كتابه الكريم: 'سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ'، وهذا تحذير إلهي واضح من الانغماس في سماع أو مشاهدة ما يُفسد النفس".

الدين لا يحرّم الفن.. بل يوجّهه

وأوضح محمد حمودة أن الإسلام لا يحارب المسلسلات والأفلام، بل يوجّهه إلى ما يخدم القيم والمبادئ، ويُعلي من شأن الأخلاق في المجتمع، مشيرًا إلى أن الديانات السماوية جميعها تنبذ المحتوى الذي يُروّج للعنف أو الانحراف الأخلاقي، لأنه يؤثر سلبًا على سلوكيات الشباب ويشوّه فطرة الإنسان.

وأضاف:"عندما نشاهد طفلًا يقلد مشهد بلطجة أو مراهقًا يتلفظ بألفاظ سوقية بسبب المسلسلات والأفلام، فإننا نرى نتيجة هذا المحتوى على أرض الواقع، وهذه مسؤولية كبيرة على صناع الدراما".

خطر التطبيع مع الانحراف 

شدّد محمد حمودة على أن الاعتياد على مشاهدة المسلسلات والأفلام ذات المحتوى غير الأخلاقي يُسبب تطبيعًا تدريجيًا مع هذا الانحراف، بحيث يتقبل المشاهد ما كان يرفضه في السابق، قائًلا:"نحن الآن في زمن يُزيّن فيه الباطل ويُقدَّم في صورة بطولة أو شجاعة زائفة، وهذا هو الخطر الحقيقي".

كما أشار محمد حمودة إلى أن الإسلام يدعو إلى حماية القلب من التلوث المعنوي في المسلسلات والأفلام، لأن ما يراه الإنسان ويسمعه ينعكس بالضرورة على سلوكياته، مضيفًا: "النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)، فكيف للقلب أن يظل سليمًا إذا كان يومه مليئًا بمشاهد القتل والعري والكذب؟"

دعوة للرقابة الذاتية 

ودعا محمد حمودة إلى ضرورة إعادة النظر في نوعية المحتوى المقدم على الشاشات في المسلسلات والأفلام، مطالبًا المؤسسات الإعلامية بأن تكون شريكًا في بناء الأخلاق لا في هدمها، مشددًا على أهمية الرقابة الذاتية لدى المشاهدين، وخصوصًا أولياء الأمور الذين يجب عليهم حماية أبنائهم من الانزلاق في ثقافة البلطجة والانحراف.

برنامج علامة استفهام 
برنامج علامة استفهام 

حماية النفس من الفساد 

اختتم محمد حمودة حديثه بالتأكيد على أن اجتناب مشاهدة المسلسلات والأفلام التي تحتوي على مشاهد محرّضة على العنف أو الفجور ليس فقط مسألة دينية، بل أيضًا أخلاقية وتربوية، وقال:"كما نحرص على طعامنا الصحي، يجب أن نحرص على ما نُدخله إلى عقولنا وقلوبنا من مشاهد وأفكار".

تم نسخ الرابط