عاجل

باحث سياسي: هناك قلق إسرائيلي من إنفتاح واشنطن على حماس (فيديو)

حماس وواشنطن
حماس وواشنطن

قال الدكتور رمزي عودة، الكاتب والباحث السياسي، إن هناك قلق داخل الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بالمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، وهي خطوة غير مسبوقة في المشهد السياسي الراهن.

حيث أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تعبر عن استيائها الشديد من هذا التوجه الجديد، إذ ترى فيه تهديدًا لمصالحها الاستراتيجية في قطاع غزة والمنطقة بشكل عام.

تعزيز موقف حماس

 وأوضح الباحث السياسي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تنظر بعين الريبة إلى هذه المفاوضات، خوفًا من أن يسهم الانفتاح الأمريكي على حماس في تعزيز موقفها كسلطة حاكمة في قطاع غزة. 

وهو تطور ترفضه القيادة الإسرائيلية بشدة، حيث ترى أنه قد يمنح الحركة شرعية دولية متزايدة ويفرض واقعًا سياسيًا جديدًا يحدّ من قدرة إسرائيل على فرض شروطها في أي تسوية مستقبلية.

حماس وواشنطن

في المقابل، يبدو أن حماس تتعامل مع هذه التطورات بارتياح، إذ تعتبر أن المحادثات المباشرة مع واشنطن تمثل اعترافًا غير مباشر بدورها كلاعب رئيسي في المشهد الفلسطيني، وهو ما قد يفتح أمامها آفاقًا سياسية أوسع على الساحة الدولية.

تحذيرات أمريكية 

في تطور لافت، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتؤكد على موقف أمريكي صارم تجاه حماس، حيث حذر الحركة من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على عدم التزامها بالمطالب الأمريكية؛ وتتمثل أبرز هذه المطالب في خروج كوادر الحركة من قطاع غزة، إضافة إلى تسليم الأسرى والمحتجزين.

ضغوط مكثفة 

ولفت عودة إلى أن ترامب أكد على أن واشنطن لن تتهاون في فرض ضغوط مكثفة على حماس لضمان استجابتها لهذه الشروط، وهو ما يعكس توجهًا أمريكيًا نحو استخدام العصا والجزرة في التعامل مع الحركة، إذ تلوح واشنطن بعقوبات وإجراءات صارمة في حال عدم الامتثال، بينما قد تفتح الباب أمام حلول سياسية في حال أبدت حماس مرونة في التفاوض.

رسائل أمريكية لحماس

وأشار الباحث السياسي إلى أن اللقاءات التي عقدت بين مسؤولين أمريكيين وقيادات من حماس لم تكن مجرد محادثات روتينية، بل حملت رسائل واضحة بضرورة التزام الحركة بالضغوط الأمريكية، مبينًا أن الإدارة الأمريكية أبلغت الحركة بشكل صريح بأنه لن يكون لها أي دور في مستقبل غزة ما لم تلتزم بالمطالب المطروحة على طاولة التفاوض.

مفاوضات غزة

ويرى مراقبون أن هذه المفاوضات تعكس تحولًا تكتيكيًا في النهج الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة تشكيل المشهد في غزة وفقًا لأولوياتها الاستراتيجية، مع إبقاء الضغط على إسرائيل وحماس في آن واحد.

مخاوف إسرائيلية 

مع استمرار هذه المفاوضات، تبقى إسرائيل في موقف حرج، إذ تخشى أن يؤدي أي تقارب أمريكي مع حماس إلى إعادة تشكيل المعادلة السياسية في المنطقة بطرق لا تخدم مصالحها .. فبالنسبة لإسرائيل، يعد أي اعتراف أمريكي، ولو غير مباشر، بحماس تهديدًا لتصورها التقليدي بأن الحركة تنظيم معادٍ لا يمكن التعامل معه دبلوماسيًا.

التطورات السياسية

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التوتر والتطورات السياسية، وسط ترقب لمآلات المفاوضات وما إذا كانت ستفضي إلى تغييرات جوهرية في موازين القوى بين الأطراف المعنية بالصراع في غزة.

تم نسخ الرابط