عاجل

خبير: الجماعات الإسلامية استخدمت الشعارات الدينية لخداع الشعوب | فيديو

جرائم الاخوان
جرائم الاخوان

في تحذير جديد يعكس واقع تجربة امتدت لعقود، أكد الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، أن جماعة الإخوان الإرهابية تبنت منذ نشأتها في عام 1928 خطابًا دينيًا شعبيًا مضللًا، هدفه الأساسي ليس الإصلاح الديني أو المجتمعي، بل السيطرة السياسية والتمكين السلطوي تحت ستار الدين.

شعارات دينية براقة

قال سامح عيد، في مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" عبر قناة DMC، إن الجماعات الإسلامية لجأت منذ تأسيسها إلى رفع شعارات مثل "الخلافة الإسلامية" و"تطبيق الشريعة" و"الإسلام هو الحل"، بهدف كسب تأييد جماهيري واستقطاب الطبقات البسيطة، مستخدمة الدين كوسيلة لتبرير مشروعها السياسي المغلف بالمقدس.

وأضاف سامح عيد أن هذه شعارات الجماعات الإسلامية لم تكن سوى وسيلة للتسويق الأيديولوجي، وأن التجارب الواقعية أثبتت زيفها، خاصة حين وصلت الجماعة إلى الحكم أو شاركت فيه، كما حدث في السودان في عهد حسن الترابي، حيث تكشفت الممارسات الحقيقية للجماعة التي لم تخدم المجتمعات بقدر ما ساهمت في تفككها وازدياد أزماتها.

تجربة السودان كشفت 

أوضح سامح عيد أن فترة حكم الإسلاميين في السودان كانت نموذجًا صارخًا لفشل الإخوان، حيث ظهر خطابهم المتعالي والإقصائي، وافتقر إلى أي خطة تنموية أو اقتصادية حقيقية، مضيفًا أن الجماعة استخدمت الدين لتثبيت سلطتها فقط، دون أن تُقدم للشعوب ما يُثبت جدارتها بالقيادة، بل زادت نسب الفساد والانهيار الاقتصادي والاجتماعي في تلك التجربة.

وأكد سامح عيد أن شعارات الجماعات الإسلامية الرنانة لا تصنع واقعًا أفضل، بل قد تتحول إلى أداة تخدير، وهو ما حدث عندما روجت الجماعة لنفسها باعتبارها "حاملة مشروع إسلامي"، لكنها لم تقدم حلولًا لمشكلات واقعية كالتعليم أو الفقر أو الصحة.

الإسلام ليس مشروعًا سياسيًا

شدد سامح عيد على أن الإسلام دين روحي سامٍ، ولا يجب اختزاله في مشروع سياسي بديل لأنظمة الحكم الحديثة، مؤكدًا أن الجماعة تعاملت مع مفهوم الدولة الوطنية كمجرد وسيلة لتحقيق حلمها بالخلافة، متجاهلة طبيعة المجتمعات الحديثة وتنوعها وتاريخها.

وأضاف سامح عيد أن تلك النظرة الضيقة تناقض المفهوم الحقيقي للوطنية، حيث اختزلت الجماعات الإسلامية الوطن في كونه مرحلة عابرة في طريق "أمة الخلافة"، متجاهلة قيم الانتماء والتاريخ والهوية، مما يجعل مشروعها يتصادم جذريًا مع الدولة الحديثة ومؤسساتها.

مراجعة الخطاب الديني 

وفي ختام حديثه، دعا سامح عيد إلى ضرورة مراجعة الخطاب الديني والسياسي، والتفريق بين ما هو ديني روحي وما هو سياسي براغماتي. وأكد أن الجماعات الإسلامية فشلت لأنها استخدمت الدين كأداة للهيمنة لا كقيمة للإصلاح، مشددًا على أهمية بناء وعي مجتمعي يرفض أي خلط بين المقدس والسياسي.

سامح عيد
سامح عيد

واعتبر سامح عيد أن المرحلة الحالية تتطلب تحصين المجتمعات بالفكر النقدي والتعليم الواعي، لأن خطر الجماعات الإسلامية لا يكمن فقط في تنظيماتها، بل في الأفكار التي تزرعها عبر الشعارات والشبكات الدعوية التي تعمل في الظل.

يكشف حديث سامح عيد عن جوهر مشروع جماعة الإخوان؛ خطاب ديني مسيّس يُخفي طموحًا سلطويًا، لقد استخدمت الجماعات الإسلامية الدين لخدمة مشروعها، دون أن تقدم نموذجًا حضاريًا أو تنمويًا حقيقيًا، مما يجعل تفكيك هذا الفكر ضرورة لحماية الدولة والمجتمع من أي محاولات قادمة لإعادة إنتاج الفوضى باسم الدين.

تم نسخ الرابط