عاجل

سامح عيد: الإخوان تمثل تهديدًا فكريًا وجغرافيًا في عدد من دول الجوار|فيديو

جرائم الاخوان
جرائم الاخوان

في مداخلة هاتفية أثارت اهتمام المتابعين، حذر المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، من أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تزال تمثل تهديدًا فكريًا وجغرافيًا في عدد من دول الجوار، رغم تراجعها سياسيًا داخل مصر، مؤكدًا أن خطرها لم ينته بعد، بل يعيد ترتيب صفوفه بطرق جديدة تستغل الثغرات المجتمعية والاقتصادية.

الإخوان يستثمرون الأزمات 

أوضح سامح عيد خلال حديثه لبرنامج "اليوم" على قناة DMC، أن جماعة الإخوان الإرهابية ما زالت تنتشر فكريًا وتنظيميًا في مناطق مثل ليبيا والسودان وقطاع غزة، وتستغل الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية في هذه المناطق لخلق حالة من الفوضى تخدم مشروعها الإيديولوجي. وأشار إلى أن التنظيم يحاول دومًا إشعال الفتن الطائفية والمجتمعية في محاولة للعودة إلى المشهد من جديد.

بحسب سامح عيد، فإن أحد أبرز أساليب جماعة الإخوان الإرهابية هو استغلال الدين كستار سياسي، واللعب على مشاعر البسطاء عبر خطاب ديني مشحون، يهدف إلى تقسيم المجتمعات وتهييجها، في ظل تراجع قدرة الجماعة على المواجهة العلنية أو المكشوفة. لكنه أكد أن وعي الشعب المصري ومؤسسات الدولة كان حائط صد قوي أمام هذه المخططات، مما اضطر الجماعة إلى إعادة ترتيب أوراقها للتأقلم مع الواقع الجديد.

خطر الفكر الإخواني 

وأبدى سامح عيد قلقه من أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في جماعة الإخوان الإرهابية، بل في الفكر الإخواني المتجذر في بعض المناهج التعليمية، والتي ما زالت تروّج ضمنًا لأوهام مثل "الخلافة الإسلامية" كحل شامل لمشكلات الأمة، دون أن تُعرض السياقات التاريخية أو الكوارث التي لحقت بالشعوب نتيجة هذا الفكر.

وأكد سامح عيد أن هذا النوع من التعليم يُنتج جماعة الإخوان الإرهابية أجيالًا متعاطفة أو مهيأة لتقبل الخطاب المتطرف، مطالبًا بضرورة إجراء مراجعات عميقة وشاملة للمحتوى التعليمي على يد خبراء تربويين واستراتيجيين متخصصين في الفكر الديني والسياسي.

سامح عيد
سامح عيد

مواجهة الفكر ضرورة 

واختتم سامح عيد حديثه بالتأكيد على أن مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية لا تكون فقط بالوسائل الأمنية، بل تبدأ من العقول والمناهج التعليمية والمنابر الثقافية والدينية، مشيرًا إلى أن استمرار تجاهل الملف الفكري يعطي الجماعة فرصة لإعادة إنتاج نفسها عبر خطاب ناعم مغلّف بالدين.

ودعا سامح عيد إلى تكثيف الجهود التوعوية والفكرية، مؤكدًا أن محاربة جماعة الإخوان الإرهابية تبدأ من إرساء ثقافة نقدية ترفض الوصاية باسم الدين، وتتبنى قيم المواطنة والتعددية والحرية.

رؤية سامح عيد تمثل تحذيرًا جادًا من تجاهل الجذور الفكرية للإخوان، فالمعركة ليست فقط ضد جماعة الإخوان الإرهابية، بل ضد فكر متغلغل يحتاج إلى جهد منهجي لتفكيكه، وإلا سيبقى يشكل خطرًا مستمرًا على الأمن المجتمعي والفكري، ليس فقط في مصر بل في المنطقة بأكملها.

تم نسخ الرابط