عاجل

هالة جريط: استقلت من الخارجية الأمريكية لرفض تبرير الحرب على غزة|فيديو

قطاع غزة
قطاع غزة

في شهادة جريئة تُضاف إلى سلسلة الأصوات المنتقدة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، كشفت هالة غريط، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عن الأسباب التي دفعتها إلى تقديم استقالتها بعد 18 عامًا من العمل الدبلوماسي، مؤكدة أن تعامل واشنطن مع الفلسطينيين عقب هجمات 7 أكتوبر افتقر إلى أدنى درجات الإنسانية، وأن ما يجرى في غزة "جرائم يتم تجاهلها عمدًا".

 

 

الصمت الأمريكي

وخلال مداخلة عبر برنامج "منتصف النهار" الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال على قناة القاهرة الإخبارية، قالت هالة غريط:"خدمت كدبلوماسية في الحكومة الأمريكية لمدة 18 عامًا، كنت متحدثة رسمية باسم الخارجية الأمريكية في القنصلية بدبي، وأغطي المنطقة من العراق إلى المغرب، بعد 7 أكتوبر، بدأت تصلني توجيهات من واشنطن، ووجدت أن اللغة المستخدمة عن الفلسطينيين تفتقر إلى الإنسانية، وتشير إلى أنهم ليسوا بشراً بل أرقام فقط".

وأكدت هالة غريط أن السياسة الأمريكية باتت منحازة بالكامل للطرف الإسرائيلي، متجاهلة معاناة المدنيين في غزة، وأنها لم تعد تستطيع تمثيل حكومة "تُغطي على الإبادة الجماعية".

تقارير إنسانية تم تجاهلها 

وأوضحت هالة غريط أنها حاولت جاهدة من داخل النظام تغيير الرواية السائدة، فبدأت في إرسال تقارير يومية من المنطقة إلى العاصمة الأمريكية، تتضمن صورًا للأطفال تحت الأنقاض وشهادات حية عن الضحايا المدنيين في قطاع غزة.

وتابعت هالة غريط: "كنت أكتب تلك التقارير بقلق وأمل، لأوصل صوت الحقيقة حول الوضع الإنساني الكارثي، وأحذر من أن الشعوب في العالم العربي ترى في الولايات المتحدة شريكًا مباشرًا في هذه الجرائم، بسبب القنابل أمريكية الصنع التي تسقط على المدنيين".

الرد من واشنطن

لكن بعد فترة، أدركت هالة غريط أن صوتها لم يكن مرغوبًا به داخل المنظومة، وأن القرار لا يُصنع على أساس الحقائق أو التقارير الميدانية، بل يُتخذ خلف الأبواب المغلقة من قبل عدد محدود من المسؤولين.

وأضافت هالة غريط: "قيل لي في البداية إنهم بحاجة لمزيد من التقارير، فعملت عليها لساعات طويلة، لكن لاحقًا تم إبلاغي أنه لم تعد هناك حاجة لها. حينها عرفت أنني أُسكتُ كدبلوماسية، وأن صانعي القرار الحقيقيين هم فقط ثلاثة أو أربعة أشخاص في مستويات عليا، لا يستمعون إلا لما يخدم أهدافهم السياسية".

هالة غريط
هالة غريط

سياسة "منزوعة الإنسانية"

وصفت هالة غريط سياسات واشنطن بعد 7 أكتوبر بأنها "منزوعة الإنسانية"، وقالت إن ما يجري لا يمثل فقط خذلانًا للمبادئ الأمريكية المعلنة، بل انتهاكًا صريحًا للدستور والقانون الدولي.

وأكدت هالة غريط أن هذه السياسات تضعف صورة أمريكا عالميًا، مضيفة: "لم أعد أستطيع أن أكون جزءًا من هذا النظام. كان لا بد أن أستقيل لأحافظ على ضميري وإنسانيتي".

تم نسخ الرابط