عاجل

المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأمريكية تكشف أسباب استقالتها بسبب جرائم غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

كشفت هالة غريط، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عن كواليس صادمة من داخل الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أنها تلقت تعليمات مباشرة من واشنطن عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023 تطالبها بالدفاع علنًا عن حق إسرائيل في حربها على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته يتناقض كليًا مع القيم والمبادئ التي كانت تؤمن بها خلال مسيرتها المهنية التي امتدت لنحو 18 عامًا.

استقالة احتجاجية بعد 18 عامًا 

وخلال مداخلة تلفزيونية في برنامج "منتصف النهار" عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أوضحت هالة غريط أنها قدمت استقالتها رسميًا في أبريل الماضي، احتجاجًا على السياسات الأمريكية المنحازة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها المستمرة على غزة، والتي وصفتها بأنها "إبادة جماعية بحق المدنيين".

وأضافت هالة غريط أن قرارها بالاستقالة لم يكن سهلًا، لكنها لم تجد بديلًا بعد أن فُرض عليها تبرير جرائم الحرب الإسرائيلية في التصريحات الرسمية، في وقت كان فيه العالم يشهد استهدافًا ممنهجًا للمدنيين الفلسطينيين، ما جعلها تشعر بعدم التوافق مع الدور الذي أصبحت مطالبة بلعبه ضمن فريق السياسة الخارجية الأمريكي.

تبرير الإبادة الجماعية

وفي تصريحاتها الجريئة، قالت هالة غريط إن المراسلات الرسمية التي تلقتها من الإدارة الأمريكية تضمنت مطالب صريحة بأن تُظهر للرأي العام المحلي والدولي أن ما تقوم به إسرائيل "دفاع مشروع عن النفس"، بينما الواقع، وفق تعبيرها، كان يظهر إبادة واضحة للمدنيين وتدميرًا للبنية التحتية وفرض حصار خانق على أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.

وأكدت هالة غريط أن الموقف الأمريكي لا يتماشى مع الدستور الأمريكي نفسه، ولا مع القيم التي تأسست عليها الولايات المتحدة كدولة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، قائلة: "السكوت عن جرائم الحرب والترويج لها إعلاميًا هو مشاركة فيها، وهذا ما لم أقبله كإنسانة قبل أن أكون دبلوماسية".

هالة غريط 
هالة غريط 

الاحتلال لغزة غير قانوني

أشارت هالة غريط إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة لا يحظى بأي شرعية قانونية وفق القوانين الدولية، وأن الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل يُعد تواطؤًا مباشرًا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ما جعل العديد من الأصوات داخل وخارج الإدارة الأمريكية تعبر عن سخطها من هذا التوجه الأحادي الذي قد يفقد واشنطن مصداقيتها العالمية، لا سيما في العالم العربي والإسلامي.

في ختام حديثها، دعت هالة غريط الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم سياساتها الخارجية، لا سيما تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة أن دعم حقوق الإنسان يجب أن يكون شاملًا وغير انتقائي. واعتبرت أن المرحلة الحالية تتطلب أصواتًا شجاعة داخل الإدارة تقول "لا" عندما يُطلب منها أن تُجمّل الجرائم وتُشرعن القتل الجماعي.

تم نسخ الرابط