عاجل

دراسة مفاجئة: النباتيون أكثر طموحًا وسعيًا للسلطة من أكلي اللحوم

النباتيون والبحث
النباتيون والبحث عن التحديات

في مفارقة تُناقض الصورة النمطية المعروفة، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "PLOS One" العلمية، أن الأشخاص النباتيين يتمتعون بمعدلات أعلى من الطموح، والرغبة في السلطة، والبحث عن التحديات، مقارنةً بآكلي اللحوم.

نتائج غير متوقعة

الدراسة التي شملت 3792 مشاركًا من الولايات المتحدة وبولندا، قادها الدكتور جون نيزليك، من جامعة "SWPS" في وارسو، وركّزت على تحليل القيم النفسية التي تحكم خيارات الأفراد الغذائية، ووفقًا للنتائج، عبّر النباتيون عن ارتباط قوي بقيم مثل:

  • الطموح الشخصي
  • الرغبة في التأثير والسلطة
  • البحث عن الإثارة والتحدي

في المقابل، أظهر آكلو اللحوم ميلًا أوضح نحو الامتثال الاجتماعي، والأمان، والحفاظ على علاقات منسجمة داخل المجتمع.

سمات ذكورية في النساء

يرى الباحثون أن الغالبية من النباتيين كانوا من النساء، إلا أنهن أظهرن سمات تُصنّف عادة على أنها ذكورية، مثل الحزم والاستقلالية والسعي للتفوق، ما يعكس قدرة نفسية على مواجهة النقد والمجتمع.

يقول الدكتور نيزليك:"اتباع النظام النباتي لا يتطلب فقط قناعة غذائية، بل شجاعة نفسية، واستعدادًا لرفض القوالب الاجتماعية السائدة."

محفزات النظام النباتي

ويشير الباحثون إلى أن القيم النفسية قد تكون أحد المحفزات لتبني النظام النباتي، أو قد تتطوّر بعد تبنّيه نتيجة التجربة الاجتماعية، مضيفين أن الفروقات لا تكون ملحوظة عند الأفراد، لكنها تتضح بشكل لافت عند مقارنة مجموعات كبيرة.

الصورة النمطية للنباتيين 

ولطالما وُصِف النباتيون بأنهم مسالمون، هادئون، يميلون للانسجام والوداعة. لكن هذه الدراسة تدعو إلى إعادة النظر في تلك التصنيفات، مؤكدة أن النباتيين قد يكونون أكثر تصميمًا على التأثير والتغيير، بما يعكس قوة نفسية وإرادة عالية للقيادة.

في ضوء هذه النتائج المفاجئة، يبدو أن النظام الغذائي لا يقتصر فقط على ما نختاره من أطعمة، بل يمتد ليعكس أعماق شخصياتنا ودوافعنا النفسية. فبينما قد ترتبط النباتية في أذهان البعض بالهدوء والمسالمة، تكشف هذه الدراسة عن جانب مختلف تمامًا، حيث يظهر النباتيون كأشخاص يسعون للقيادة والتأثير ويتمتعون بجرأة في تحدي القوالب الاجتماعية. وربما تدفعنا هذه المعطيات إلى إعادة تقييم الصور النمطية المتداولة، والنظر بشكل أعمق في العلاقة المعقدة بين خياراتنا الغذائية وقيمنا الداخلية.

تم نسخ الرابط