عاجل

كيفية استدراك ما فاته من تكبيرات أثناء صلاة الجنازة بشكل صحيح

 تكبيرات صلاة الجنازة
تكبيرات صلاة الجنازة

 تساءل أحد المتابعين عن حكم من أدرك الإمام في صلاة الجنازة وهو لا يعلم في أي تكبيرة دخل الإمام، حيث جاء نص السؤال "دخل رجل المسجد فوجد الإمام يصلي صلاة الجنازة، ولم يعرف في أي تكبيرة لحق الإمام، فكيف يبدأ الصلاة؛ هل يبدأ بالدعاء، أو بالصلاة على النبي، أو بقراءة الفاتحة؟ وهل يسلم مع الإمام، أم يكمل التكبيرات التي فاتته؟"، وورد هذا السؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر منصتها الإلكترونية الرسمية.

حكم صلاة المسبوق في صلاة الجنازة.. دار الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية موضحة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه المسألة الفقهية التي يتعرض لها كثير من المصلين، خاصة في صلاة الجنازة التي تختلف في هيئتها عن الصلوات المفروضة.

وقالت الإفتاء عبر موقعها الرسمي "إذا دخل المأموم مع الإمام في صلاة الجنازة بعد أن سبقه ببعض التكبيرات، فإنه يبدأ بقراءة الفاتحة بعد تكبيرته الأولى، فإذا كبر الإمام قبل أن يُتمَّ قراءة الفاتحة كبر خلفه فورًا وسقط عنه ما تبقى من الفاتحة، ثم يستمر بعد ذلك في قراءة ما يُقرأ بعد كل تكبيرة بحسب الترتيب المتعارف عليه."

وبينت الدار أنه عند انتهاء الإمام من الصلاة، فإن المسبوق الذي فاته عدد من التكبيرات يكمل التكبيرات الناقصة بعد سلام الإمام، ثم يسلم بعد أن يتم ما فاته من التكبيرات والأذكار.

الترتيب الصحيح لما يقرأ بعد كل تكبيرة فيصلاة الجنازة

أشارت دار الإفتاء إلى الترتيب الفقهي المعتمد في قراءة أذكار صلاة الجنازة، وهو كالتالي:

  • بعد التكبيرة الأولى: قراءة الفاتحة.
  • بعد التكبيرة الثانية: الصلاة الإبراهيمية (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم).
  • بعد التكبيرة الثالثة: الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة.
  • بعد التكبيرة الرابعة: الدعاء لجميع المسلمين، ويُستحب بعد ذلك التسليم.

وبالتالي، إن لحق المأموم الإمام بعد التكبيرة الأولى أو الثانية أو الثالثة، فإنه يبدأ دائمًا بفاتحة الكتاب بعد تكبيرته الأولى، ويتابع الترتيب وفق ما يتبقى له من التكبيرات.

حكم التكبير في أيام التشريق

وفي سياق آخر من الفتاوى المتعلقة بالأحكام الشرعية، أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم التكبير في أيام التشريق، حيث أكدت أن التكبير مشروع باتفاق الفقهاء، وهو من السنن المؤكدة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده في هذه الأيام المباركة، استنادًا إلى قوله تعالى في سورة البقرة:

﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أيّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203].

وأضافت دار الإفتاء أن الفقهاء أجمعوا على مشروعية التكبير في أيام التشريق، لكنهم اختلفوا في تحديد درجته بين الوجوب والندب والسنة:

عند الحنابلة والشافعية وبعض الحنفية: سنة مؤكدة؛ لما ثبت من مواظبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التكبير في هذه الأيام.

عند المالكية: مندوب ومستحب فعله.

والصحيح عند الحنفية: أنه واجب؛ أخذاً بظاهر الأمر الإلهي في الآية الكريمة السابقة.

مواضع التكبير في أيام التشريق

ذكرت دار الإفتاء أن التكبير يكون عقب الصلوات المكتوبة، ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، حيث يستحب للمسلم أن يداوم على التكبير بعد كل صلاة جماعة أداءً أو قضاءً، تعظيمًا لشعائر الله واتباعًا لسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.

مصادر دار الإفتاء في الإفتاء بهذه المسائل

استندت دار الإفتاء المصرية في فتاواها إلى عدد من أهم المراجع الفقهية المعتمدة في المدارس الفقهية المختلفة، ومنها:

  • كتاب "كشاف القناع" (ج2، ص85، ط. دار الكتب العلمية).
  • كتاب "الحاوي الكبير" (ج2، ص485، ط. دار الكتب العلمية).
  • كتاب "البحر الرائق" (ج2، ص177، ط. دار الكتاب الإسلامي).
  • كتاب "بدائع الصنائع" (ج1، ص195، ط. دار الكتب العلمية).

أهمية العلم بأحكام صلاة الجنازة وأيام التشريق

يُعد العلم بهذه الأحكام من الأمور الضرورية التي يحتاجها المسلم في حياته اليومية، خاصة في ظل تعدد الحالات العملية التي قد يواجهها المصلون عند حضورهم لصلاة الجنازة، أو خلال أيام التشريق التي تحفل بالشعائر والعبادات الخاصة في موسم الحج والأيام العشر من ذي الحجة.

وتؤكد دار الإفتاء المصرية دومًا أهمية تعلم المسلمين لهذه الأحكام الشرعية حتى يؤدوا عباداتهم على الوجه الأكمل والصحيح، مع مراعاة اختلاف المذاهب وتنوع آراء الفقهاء، مما ييسر على الناس ويساعدهم في إقامة شعائر الدين وفق الهدي النبوي الكريم.

تم نسخ الرابط