محمد الباز: "الدحيح مضلل".. جدل محتدم بعد حلقة "نهاية الفراعنة"

أثارت حلقة "نهاية الفراعنة" التي قدمها صانع المحتوى أحمد الغندور، المعروف بلقب "الدحيح"، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين من رأى في الحلقة تبسيطًا علميًا مشروعًا، ومن اعتبرها تشويهًا خطيرًا لتاريخ مصر القديم، خاصة في طريقة تناول مرحلة ما بعد الفراعنة، وما تبعها من تحولات سياسية ودينية وثقافية.
محمد الباز: "نحن الأصل.. ولا ننتسب إلا لأنفسنا"
الإعلامي محمد الباز كان من أبرز الأصوات التي هاجمت محتوى الحلقة، إذ كتب منشورًا شديد اللهجة على صفحته الرسمية على فيسبوك، قال فيه:
"الدحيح ليس صاحب محتوى سطحي فقط، ولكنه مضلل أيضًا.
الأصل مصري.
حتى العرب أصلهم مصري.
أليسوا أبناء سيدنا إسماعيل؟
وإسماعيل ابن ستنا هاجر المصرية؟
الإنصاف يقول إنهم لا بد أن ينسبوا أنفسهم إلينا،
نحن لا ننتسب إلا لأنفسنا."
تصريح الباز لقي تفاعلًا واسعًا، وفتح الباب لمناقشات أعمق حول الهوية الثقافية والعرقية للمصريين، ودور الإعلام الرقمي في تشكيل وعي الجمهور بتاريخهم.


تامر فرج: "انتماؤنا الأول والأخير هو لمصر"
الفنان تامر فرج بدوره عبّر عن استيائه من محتوى الحلقة، مشيرًا إلى أن الطرح بدا وكأنه يروج لفكرة أن المصريين مجرد امتداد للثقافة العربية الحديثة، متجاهلًا الجذور الحضارية العميقة لمصر القديمة.
وقال فرج في منشور مطوّل:
"ما عنديش مشكلة مع أحمد الغندور، لكن الكاتب واضح إنه من النوع اللي بيستخف بالحضارة لصالح فكرة (إحنا عرب وخلاص)."
وأكد في ختام حديثه:
"انتماؤنا الأول والأخير هو لمصر.. مصري مصري مصري."

تبسيط مخل لتاريخ معقّد
انتقد العديدين اختزال فترة تاريخية تمتد لأكثر من ألف عام في حلقة لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة، مشيرين إلى أن "الدحيح" ركّز على الغزاة كسبب رئيسي لانهيار الحضارة، متجاهلًا عوامل داخلية مثل ضعف الإدارة، الاضطرابات السياسية، تدهور الاقتصاد، وتغير المناخ.
هذه العوامل، كانت ذات دور جوهري في سقوط مصر القديمة، ولا يمكن تجاوزها لصالح السرد الدرامي المبسط.
اللغة القبطية والمسيحية.. استمرارية لا قطيعة
من أبرز النقاط التي أثارت الجدل في الحلقة، هي الإشارة إلى اللغة القبطية كمؤشر على نهاية الحضارة المصرية، وهو ما اعتبره المختصون سوء فهم تاريخي.
فالقبطية، في الواقع، تمثل المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة، ولم تكن انقطاعًا عنها، بل استمرارًا طبيعيًا لها.