الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم.. 8 أمور لاغتنام باقي ذي الحجة والمحرم

يقترب المسلمون من وداع شهر ذي الحجة أحد الأشهر الحرم، واستقبال شهر المحرم 1447 وهو أحد الأشهر الحرم أيضا، ويتساءل الكثيرون: ما هي الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم؟، ونوضحها في التقرير التالي.
ما المقصود بالأشهر الحرم؟
يُقصد بالأشهر الحُرُم أربعة أشهر من السنة الهجرية، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرَّم، ورجب. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: “إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عندَ اللهِ اثنا عَشرَ شَهرًا في كِتابِ اللهِ يومَ خَلقَ السَّماواتِ والأرضَ منها أربعةٌ حُرُمٌ، ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ فلا تَظْلِمُوا فيهِنَّ أَنفُسَكُم” [التوبة: 36].
خصائص الأشهر الحرم
للأشهر الحرم خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرى:
فيها يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.
حرمة القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}. [البقرة: 217]
تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36]
اشتمالُ الأشهر الحرُم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-
ما هي الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم؟
1- يُستحَبُّ الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ». [أخرجه مسلم]، كما يستحب صيام يوم عاشوراء للأجر الجزيل الوارد في فضل صيامه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ» [أخرجه البخاري]
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَرَأَيْتَ صِيَامَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ صَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ» [أخرجه احمد في سننه]
2- على المؤمن أن يغتنمَ العبادةَ في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
3- الإكثار من الصدقات.
4- استثمار أوقاتها في الإكثار من الصالحات، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور.
5- ذكر الله ويشمل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، وقراءة القرآن، فذكر الله حياة القلوب، ووصية الأنبياء.
6- صلة الأرحام فهي من الأعمال العظيمة التي تقرّب إلى الله، وتزيد في الرزق والعمر، خاصة في هذه المواسم التي تعزز روح التسامح والإصلاح بين الناس.
7- التوبة الصادقة فهي فرصة عظيمة لمراجعة النفس، وترك الذنوب، والعودة إلى الله، مع الإكثار من الاستغفار والدعاء.
8- الابتعاد عن الظلم والمعاصي: فقد خص الله هذه الأشهر بالنهي عن الظلم، لأنه أعظم جرمًا فيها، سواء ظلم النفس أو الآخرين.