في تصعيد خطير.. الجيش السوداني يتهم "حفتر" بدعم قوات الدعم السريع

اتهم الجيش السوداني، في بيان رسمي، القيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بتقديم دعم مباشر لقوات الدعم السريع التي تقاتل ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عام، في إطار الصراع الدموي المتواصل الذي يعصف بالبلاد منذ أبريل 2023.
وأوضح الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات على نقاط حدودية حساسة في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، مدعومة من قبل الجيش الليبي. واعتبر البيان أن هذا التدخل يمثل "تعدّياً سافراً على السيادة السودانية، وعلى الشعب السوداني برمته".
انتهاك للقانون الدولي
ووصف البيان ما جرى بأنه "بادرة مستفزة وغير مسبوقة" وانتهاك صارخ للقانون الدولي والأعراف التي تحكم العلاقات بين الدول، ولا سيما المجاورة منها.
وشدد الجيش السوداني على أن "القوات المسلحة السودانية ستتصدى بكل حزم لما وصفه بالعدوان السافر"، مؤكداً أنها "لن تتهاون في الدفاع عن أرض السودان وسيادته ووحدة ترابه الوطني".
ورغم خطورة الاتهامات، لم يوضح البيان تفاصيل دقيقة عن المواقع التي استُهدفت أو طبيعة الدعم العسكري المقدم من الجانب الليبي لقوات الدعم السريع. كذلك لم تُصدر القيادة العامة للجيش الليبي، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أي رد رسمي أو توضيح بشأن الاتهامات السودانية.
نفي سابق لحفتر
وكانت تقارير إعلامية وأممية قد أشارت سابقاً، إلى احتمالات دعم الجيش الليبي لقوات الدعم السريع بالسلاح والذخيرة واللوجستيات، وهو ما نفاه حفتر مراراً، مؤكداً "حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة"، مشدداً في أكثر من مناسبة على دعمه لوحدة السودان وسلامة أراضيه.
مع ذلك، فإن الاتهامات الجديدة تُعيد إشعال الجدل حول الدور الإقليمي في الحرب السودانية، وتطرح تساؤلات بشأن مآلات الصراع إذا ما استمرت التدخلات الخارجية في تأجيجه.
تتفاقم الأزمة الإنسانية
وتزداد بالتوازي مع التصعيد العسكري والسياسي، الكارثة الإنسانية في السودان تعقيداً وخطورة. فقد أدت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
مجاعة وشيكة
وبحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان مجاعة وشيكة تهدد حياة الملايين، مع تحذيرات من أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، إذا لم يتغير الوضع بسرعة ويُرفع الحصار عن المناطق المنكوبة، وتُستأنف عمليات الإغاثة الدولية بشكل آمن وفعّال.
صراع إقليمي مفتوح
وتمثل الاتهامات الموجهة لحفتر، بإدخال عناصره في النزاع السوداني نقلة نوعية في طبيعة الصراع، وتحمل إشارات خطيرة إلى تحوّله من حرب داخلية إلى نزاع إقليمي مفتوح، ما قد يهدد الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء والقرن الإفريقي بأسره.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل يشهد السودان تسوية سياسية توقف حمام الدم، أم أن تدفق السلاح والدعم الخارجي سيفتح الباب أمام فوضى إقليمية لا يمكن احتواؤها؟