عاجل

موضة أم مصيدة .. كيف استدرج "الفيب" الشباب إلى دائرة الإدمان؟

الفيب
الفيب

لم يعد الفيب مجرّد موضة عابرة أو "ترند" شبابي؛ بل تحوّل إلى ظاهرةٍ متفشّية بين المراهقين، حتى أولئك الذين لم يسبق لهم تدخين سيجارة واحدة باتوا اليوم يتباهون بجهاز فيب ينفثون منه الدخان في الطرقات والمدارس والمقاهي، وكأنها شارة مواكبة العصر!.

ورغم ترويجه كبديل "آمن" للسجائر التقليدية، إلا أن الأبحاث تشير إلى عكس ذلك. فالمراهقون الذين يبدؤون باستخدام الفيب يصبحون أكثر عرضة بسبع مرات لتجربة السجائر العادية خلال عام واحد.

بل الأخطر من ذلك، أن بعض نكهات الفيب، مثل الفواكه والحلويات، جعلته أداة إغراء ناعمة تغزو حياة أبنائنا من بوابة الفضول… إلى الإدمان.


أرقام مثيرة للقلق

نحو 89.4% من المراهقين يفضلون الفيب المنكّه.

في الولايات المتحدة وحدها، تم تسجيل 2800 حالة مرضية حادة في الرئة بسبب التدخين الإلكتروني، بعضها أدى إلى الوفاة.

أمراض مثل “EVALI” المرتبطة بأبخرة الفيب تزداد عالميًا، خصوصًا عند استخدام سوائل مجهولة المصدر.


ما الذي يجعل الفيب مغريًا للمراهقين؟

انجذاب الشباب للفيب يعود إلى:

  • نكهات جذابة مثل المانجو.
  • سهولة الشراء من الإنترنت أو المحلات.
  • ترويج مكثّف عبر السوشيال ميديا.
  • غياب الرائحة الكريهة مقارنةً بالسجائر.

أضرار صحية حقيقية… لا تنخدعي بالمظهر

رغم غياب عملية الاحتراق، إلا أن الفيب لا يخلو من مخاطر، منها:

النيكوتين: يسبّب إدمانًا سريعًا، ويؤثر على نمو الدماغ لدى المراهقين، خاصةً في مناطق اتخاذ القرار والتركيز.

مواد كيميائية خطرة مثل "Diacetyl" قد تؤدي إلى تليف الرئة (Popcorn Lung).

ضعف التركيز والتعلّم بسبب تأثير النيكوتين على الذاكرة.

مشاكل رئوية حادة قد تصل إلى الوفاة، خاصة مع السوائل الملوّثة أو تلك التي تحتوي على THC.


خدعة الإقلاع عن التدخين

رغم أن الفيب يُسوَّق كوسيلة للإقلاع، إلا أن كثيرًا من مستخدميه يصبحون "مدخنين مزدوجين" – أي يستخدمون الفيب والسجائر معًا، ما يضاعف الضرر دون تحقيق الفائدة المرجوّة.

كيف نحمي أبناءنا؟

الحوار المفتوح: ناقشيهم بهدوء ووعي، لا بالتوبيخ.

كوني مطّلعة: افهمي آلية عمل الفيب لتناقشيهم بثقة.

 انتبهي للنكهات: هي وسيلة تسويقية خادعة، لا مؤشر أمان.

اشرحي مخاطر النيكوتين على الدماغ، خاصة في سن النمو.

 راقبي السلوك لا الخصوصية: تغيّر المزاج والسعال علامات محتملة.

 قدّمي بدائل إيجابية: رياضة، فن، تطوع، دعم نفسي إذا لزم.

الفيب ليس أداة عصرية… بل مصيدة ذكية

الفيب ليس خيارًا آمنًا كما يُروّج له، بل وسيلة جديدة لجذب جيل الشباب إلى إدمان حديث مغلّف بنكهة الفراولة وتصميم عصري. والمطلوب اليوم ليس فقط التوعية، بل الاحتواء والمشاركة لحماية جيل بأكمله من خدعة إلكترونية قد تُكلّفه صحته… وربما حياته.

تم نسخ الرابط