عاجل

تحذير علمي: مادة محلية صناعية تُستخدم في السجائر الإلكترونية المنكّهة

السجائر الإلكترونية
السجائر الإلكترونية

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي "ييل" و"ديوك" الأميركيتين عن وجود مادة "نيـوتيم" (Neotame) – وهي من أقوى المُحلّيات الصناعية في العالم – في عدد كبير من منتجات السجائر الإلكترونية المنكهة، خاصة تلك التي تُسوّق لفئة المراهقين، رغم عدم حصولها على تصريح باستخدامها في المنتجات التي تُستهلك عن طريق الاستنشاق.

ووفقًا للدراسة التي نُشرت  في مجلة Journal of the American Medical Association، فقد تم رصد مادة نيـوتيم في 57 منتجًا من أصل 73 نوعًا شائعًا من السجائر الإلكترونية ذات النكهات، بتركيزات تفوق تلك الموجودة في المنتجات الغذائية التقليدية مثل الحلوى والعلكة.

نيـوتيم: مُحلٍ أقوى من السكر بآلاف المرات

تُعرف مادة نيـوتيم بأنها أكثر حلاوة من السكر بـ13,000 مرة، وأكثر فاعلية من الأسبارتام بـ65 مرة، وقد طُورت من قبل شركة NutraSweet للاستخدام الآمن في الصناعات الغذائية، ورغم ترخيصها كمُحلي في المنتجات القابلة للأكل، لم يُصرّح بها على الإطلاق للاستخدام في أجهزة التبخير أو منتجات التدخين الإلكتروني.

ويُعتقد أن شركات تصنيع السجائر الإلكترونية تلجأ إلى نيـوتيم بسبب قدرتها على مقاومة الحرارة، إلا أن تأثيرها عند الاستنشاق، خاصة بعد تعريضها لدرجات حرارة عالية، لا يزال غير معروف، ما يثير مخاوف بشأن سلامتها على المدى البعيد.

منتجات شهيرة متورطة… وأخرى في مأمن

حددت الدراسة أسماء علامات تجارية شهيرة لـ السجائر الإلكترونية تحتوي على هذه المادة، من بينها: Elf Bar، Breeze Smoke، Vapetasia، حيث تبين أن هذه العلامات تقدم نكهات مثل "الفراولة والتفاح"، و"الكسترد القاتل"، و"ثلج التوت الأزرق" التي تحتوي جميعها على نيـوتيم. وغالبًا ما تكون هذه المنتجات من نوع الأجهزة الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، والتي انتشرت في الأسواق بعد عام 2021، دون المرور بإجراءات تقييم إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

في المقابل، لم تُسجل المادة في أجهزة أخرى مثل Vuse وNJOY الحاصلة على موافقات رسمية، أو JUUL التي لا تزال قيد التقييم التنظيمي.

قلق علمي من التأثيرات الصحية والإدمان

عبّر الباحثون عن قلقهم من التأثيرات الصحية المحتملة للمادة عند استنشاقها، مؤكدين أن شدة الحلاوة قد تخفي الطعم الحقيقي للنيكوتين وتُسهم في تعزيز الإدمان، خصوصًا بين المراهقين.

وقال البروفيسور "هانو إيريثروبل"، الباحث الرئيسي في الدراسة:"ما هو آمن عند تناوله لا يمكن اعتباره آمنًا عند استنشاقه، خاصة دون دراسات علمية كافية".
وأشار إلى وجود سوابق علمية تشير إلى أن استخدام بعض المواد الغذائية في منتجات التبخير يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة عند استنشاقها.

دعوات للرقابة والدراسة قبل تفاقم الأضرار

اختتمت الدراسة بتوصيات تُطالب الجهات الصحية والرقابية بإجراء دراسات موسعة حول أثر نيـوتيم عند الاستنشاق، وضرورة فحص باقي النكهات والمكونات المستخدمة في السجائر الإلكترونية، والتي لا تزال غير مُقيّمة خارج إطار الغذاء.

وأكد الباحثون أن غياب الرقابة الصارمة يسمح بانتشار مواد ذات تأثير غير معروف على صحة الجهاز التنفسي والعصبي، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا من قبل السلطات لحماية المستهلكين، لا سيما من الفئات العمرية الشابة التي تُعدّ الأكثر عرضة للتأثيرات الخطيرة.

تم نسخ الرابط