عاجل

باحثة سياسية: اعتراض إسرائيل سفينة "مادلين" انتهاكا للقانون الدولي الإنساني

الدكتورة تمارا حداد
الدكتورة تمارا حداد

أكدت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، أن اعتراض إسرائيل لسفينة المساعدات الإنسانية "مادلين" يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وقوانين الملاحة البحرية. 

وأشارت تمارا حداد، في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن السفينة كانت تحمل رسالة إنسانية قوية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، إلا أن إسرائيل تعاملت معها بعملية عسكرية تمت خلالها السيطرة على السفينة وترحيل من كانوا على متنها.

العملية الإسرائيلية

أوضحت تمارا حداد، أن إسرائيل أرادت توجيه رسالة سياسية واضحة من خلال اعتراض السفينة، مفادها أنها لا تزال الطرف المتحكم في المعادلة، ولا تقبل أي مبادرة من شأنها كسر الحصار أو تخفيف المعاناة عن سكان غزة.

وأضافت تمارا حداد، أن اعتراض السفينة تم في المياه الدولية، وهو ما يشكل خرقًا للقوانين البحرية الدولية واتفاقيات احترام السيادة، ويُعد سابقة خطيرة تهدد أمن وسلامة الملاحة العالمية.

الرسالة الرمزية للمبادرة 

بحسب تمارا حداد، فإن التخوّف الإسرائيلي لا يتعلق فقط بوصول المساعدات المادية، بل بالرمزية القوية التي تحملها المبادرة، والتي قد تشجع دولًا ومنظمات إنسانية أخرى على تكرار التجربة، هذا التوجس الإسرائيلي ينبع من القلق بشأن انفتاح الأفق الدولي على كسر الحصار بشكل جماعي، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لاستراتيجيتها الأمنية في غزة.

في تطور لافت، كشفت تمارا حداد، أن هناك مبادرة ناشئة في تونس تستعد لإرسال سفينة مساعدات جديدة تحمل على متنها أكثر من 270 ناشطًا إنسانيًا، بهدف مواصلة الضغط الدولي لكسر الحصار عن القطاع، إذ أن نجاح هذه المبادرة سيشكل نقطة تحول وقد يؤدي إلى سلسلة من التحركات العالمية المشابهة، ما يضع إسرائيل في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.

أهداف إسرائيل من المساعدات

وأشارت تمارا حداد، إلى أن الخطط الإسرائيلية تتجاوز منع المساعدات، فهي تسعى إلى إعادة هندسة الواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزة، عبر دفع السكان نحو الهجرة القسرية، وتقليص الكثافة السكانية، إلى جانب استهداف السلطة القائمة في القطاع، ومحاولة فرض حلول أمنية أحادية لا تحظى بالإجماع الدولي أو الفلسطيني.

ولفتت تمارا حداد، إلى أن حتى المبادرات الأمريكية لتنظيم توزيع المساعدات لم تحقق تقدمًا يُذكر، ما يؤكد أن القضية ليست إنسانية فقط، بل تحمل أبعادًا سياسية وأمنية معقدة، مضيفًا أن غياب التنسيق الدولي الفعّال يعمّق من معاناة المدنيين في غزة، ويزيد من عزلة القطاع تحت وطأة الحصار الطويل.

تمارا حداد
تمارا حداد

دعوة لتحرك دولي عاجل

واختتمت تمارا حداد، حديثها بالتأكيد على أن ما حدث مع سفينة "مادلين" يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولي، لضرورة التدخل الفوري ووضع حد للانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مطالبة بـ آلية دولية فعالة لحماية المبادرات الإنسانية وضمان وصول المساعدات بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والعسكرية.

تم نسخ الرابط