علماء يحذرون من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون علي المحيطات: يهدد التوازن

ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون يسبب تحمّض المحيطات ويهدد النظم البيئية البحرية حول العالم، رغم صفاء المياه على شواطئ العالم، هناك أزمة غير مرئية تتفاقم تحت السطح، ويحذر العلماء من أن ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لم يعد يؤثر فقط على المناخ، بل أصبح له تأثير مباشر على كيمياء المحيطات، مما يؤدي إلى ما يسمى بـ"تحمّض المحيطات" – وهي ظاهرة تهدد التوازن البيولوجي للكائنات البحرية.
أجهزة دقيقة ترصد الخطر في مياه بريطانيا
على بُعد ستة أميال من ساحل بليموث في بريطانيا، يطفو عائم أصفر تابع لمعمل بليموث للأبحاث البحرية، هذا الجهاز المتطور يرصد مؤشرات مهمة مثل درجة الحرارة، نسبة الأوكسجين، والإضاءة، لكن الأهم من ذلك أنه يسجل مستويات الحموضة في المياه، والتي تتناقص بشكل مقلق نتيجة امتصاص المحيطات لكميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.

تحذير علمي: التحوّل الكيميائي يحدث أسرع مما نتخيل
تشير دراسة حديثة شارك فيها علماء من بريطانيا والولايات المتحدة إلى أن تحمّض المحيطات يحدث بوتيرة أسرع مما كان يُعتقد، والسبب الرئيسي هو الارتفاع المتواصل في تركيز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتفاعل مع مياه البحر ليخفض درجة الحموضة، ما يؤدي إلى تغييرات جذرية في البيئة البحرية.
يقول البروفيسور ستيف ويديكومب، أحد أبرز الباحثين في هذا المجال: "صعوبة رؤية هذه التغيرات بالعين المجردة تجعل صناع القرار يتأخرون في التحرك، لكن الأثر طويل الأمد سيكون كارثيًا."
مأساة المحار تكشف عن حجم الأزمة
في ولاية أوريغون الأمريكية، كادت صناعة المحار أن تنهار عام 2010 بعد أن توقفت يرقات المحار عن النمو، كشفت التحقيقات أن المياه التي كانت تدخل إلى مزارع المحار أصبحت أكثر حموضة نتيجة ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون، مما حال دون تكوين الأصداف بشكل طبيعي.
اضطرت المزارع حينها إلى تركيب حساسات دقيقة لمراقبة درجة الحموضة، كما أُضيفت مواد قلوية للمياه لمعادلة التأثير الحمضي، في محاولة لإنقاذ الإنتاج.

هل الحل في التكنولوجيا أم في خفض الانبعاثات؟
في ظل بطء التحرك الحكومي، تتجه بعض الشركات نحو ما يُعرف بـ"هندسة المحيطات"، مثل تقنية زيادة قلوية المياه لإعادة توازن الحموضة، لكن العلماء يحذرون من الاعتماد على حلول غير مجرّبة بشكل كافٍ، ويؤكدون أن الحل الجذري هو تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المصدر.
توضح جيسي تيرنر، مديرة تحالف تحمّض المحيطات: "الطريقة الوحيدة الأكيدة لمعالجة تحمّض المحيطات هي الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لا ينبغي أن تلهينا الحلول التقنية عن جوهر المشكلة."

خطوات محلية ممكنة لإنقاذ المحيطات
إلى جانب تقليل ثاني أكسيد الكربون، يمكن اتخاذ إجراءات محلية مثل الحد من التلوث العضوي، ودعم البيئة الساحلية لتكون أكثر مرونة في مواجهة التغيرات الكيميائية،ويأمل العلماء أن يكون مؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول المحيطات فرصة لوضع هذه القضية على رأس الأجندة البيئية العالمية.