دراسة: العناق قبل النوم يُقلل التوتر ويُقوّي الروابط العاطفية بين الأزواج

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Journal of Social and Personal Relationships عن فوائد نفسية وعاطفية كبيرة لعناق الأزواج قبل النوم، مشيرة إلى أن هذه العادة البسيطة تسهم في تقليل مستويات التوتر وتعزيز الشعور بالأمان العاطفي بين الشريكين.
الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة أوبورن الأمريكية، شملت 143 زوجًا من العلاقات المغايرة، وركّزت على العلاقة بين القرب الجسدي عند بداية النوم، والإجهاد النفسي، واضطرابات النوم، ومستويات التعلّق العاطفي.
ووجد الباحثون أن الأزواج الذين ينامون في وضعية قريبة جسديًا، مثل العناق أو التلامس، كانوا أقل توترًا، وأكثر شعورًا بالأمان العاطفي، مقارنة بمن ينامون دون تلامس، وعلّق الدكتور جوش نوفاك، أحد المشاركين في الدراسة، قائلاً: "تشير دراستي إلى أن العناق مع الشريك يمكن أن يكون مؤشرًا على قوة العلاقة، كما يمكن أن يكون وسيلة للمحافظة عليها أو إصلاحها، فضلًا عن كونه طريقة فعالة لتقليل مستويات التوتر."
العناق لا يحسّن النوم..لكنه يحسّن العلاقة
على الرغم من أن العناق لم يُظهر تأثيرًا مباشرًا على جودة النوم أو الحد من اضطراباته، فإن نتائجه النفسية والعاطفية كانت لافتة، فقد أظهرت الدراسة أن القرب الجسدي قبل النوم يرتبط بشكل غير مباشر بانخفاض "القلق العاطفي"، وهو ما ينعكس إيجابًا على قوة العلاقة بين الزوجين.
وقالت خبيرة النوم، الدكتورة ويندي تروكسل، وهي اختصاصية سلوك نومي في مؤسسة RAND:
"اللحظات التي يقضيها الأزواج معًا قبل النوم – وليس بالضرورة طوال الليل – هي ما يُحدث التأثير الإيجابي الأكبر على العلاقة، فالعناق البسيط قبل النوم يحفّز استجابات نفسية وفسيولوجية قوية، مثل تعزيز الشعور بالأمان وإفراز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الترابط."

كيف ينام الأزواج؟ وهذه هي النسب
كشفت الدراسة أيضًا عن أنماط النوم المختلفة لدى الأزواج، فرغم أن معظم الأزواج ينامون بجوار بعضهم البعض، فإن 36.3% منهم لا يتلامسون على الإطلاق أثناء النوم، أما الذين يتلامسون، فكانت أوضاعهم كما يلي:
النوم ظهرًا لظهر: 19.6%
التلامس الجزئي (ذراع أو ساق): 23.1%
العناق : 4.2%
النوم وجهًا لوجه: 3.5%
هذه الإحصاءات توضح أن العناق ليس قاعدة عامة بين الأزواج، ولكنه حين يحدث، يترك أثرًا نفسيًا واضحًا، وفقًا لما أثبتته الدراسة.
طقس عاطفي بسيط..بنتائج كبيرة
الدكتور نوفاك أضاف أن العناق قد يكون أداة فعالة في تقليل القلق العاطفي، خاصة في الحالات التي لم تُحل فيها الخلافات اليومية بين الزوجين، "رغم أن البحث ما زال يحتاج إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ذلك، إلا أن العناق قد يكون بداية لعملية إصلاح العلاقة بعد الخلافات اليومية غير المُعالجة."
كما أشار إلى أن الكثير من الأزواج يستخدمون العناق كوسيلة للتهدئة والشعور بالسكينة قبل النوم، لكنه غالبًا لا يستمر طوال الليل بسبب التغيرات في حرارة الجسم أو الحاجة إلى تغيير وضعية النوم.