تحسين الأسطل: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة.. والمجاعة أصبحت واقعًا

في تصريحات صادمة تعكس حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، وصف الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الوضع الإنساني هناك بـ"الكارثي"، مؤكدًا أن المجاعة لم تعد خطرًا مستقبليًا، بل أصبحت واقعًا يوميًا يهدد حياة الآلاف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.
المجاعة تضرب غزة
قال الأسطل، في مداخلة هاتفية مع قناة "النيل للأخبار"، مساء الأحد، إن المجاعة لم تعد "على الأبواب" كما يروّج البعض، بل "واقعة بالفعل"، مشيرًا إلى أن الوضع المعيشي والإنساني في القطاع وصل إلى مستويات غير مسبوقة من الانهيار. وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهداف المدنيين بشكل ممنهج، عبر عمليات قنص، في وقت تُنهب فيه المساعدات الإنسانية على يد مجموعات مسلحة مدعومة إسرائيليًا.
وأكد نائب نقيب الصحفيين أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل "جريمة إبادة جماعية" تُنفذ يوميًا بحق شعب أعزل يبحث عن لقمة عيشه ووسيلة للبقاء. وقال إن آلاف المواطنين يُجبرون على الاندفاع نحو مراكز الإغاثة في ظل الجوع الشديد، بينما يُجبر كثيرون على النزوح إلى مدينة رفح التي لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة.
وتابع: "البنية التحتية الصحية مدمرة بالكامل، والمستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب الجرحى أو تقديم الخدمات الأساسية، وسط شح في الأدوية وانقطاع في التيار الكهربائي".
الأزمة في الضفة الغربية
لم تتوقف سياسات الاحتلال عند حدود قطاع غزة، بل أكد الأسطل أن الوضع في الضفة الغربية يشهد تصعيدًا مماثلًا، عبر خنق السلطة الفلسطينية ماليًا بقطع الإيرادات المستحقة لها، بالإضافة إلى تسارع وتيرة بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، وتصعيد حملات الاعتقال والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذا التصعيد يهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، وفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

دعوة إلى توحيد الصف الفلسطيني
وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور تحسين الأسطل إلى "توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة عربية ودولية جامعة"، معتبرًا أن استمرار الانقسام يُضعف الجبهة الداخلية ويمنح الاحتلال فرصة لتمرير مخططاته، كما طالب المجتمع الدولي بتحرك فوري وفعّال لوقف ما وصفه بـ"سلسلة الجرائم الممنهجة"، محذرًا من أن "اللغة الدولية الحالية عاجزة عن إنقاذ شعب يُباد أمام أنظار العالم".
تعكس تصريحات الأسطل صورة مأساوية للوضع في غزة، حيث يتلاقى الجوع مع العدوان، وتنهار كل مقومات الحياة وسط صمت دولي مريب. وبينما يُحرم الفلسطينيون من الغذاء والدواء، يواصل الاحتلال سياساته القمعية بحقهم، في ظل غياب العدالة الدولية وفشل المنظومة الحقوقية في حماية أبسط حقوق الإنسان.