تصاعد غضب عائلات المحتجزين ضد نتنياهو: اتهامات بالمسؤولية عن مقتل 40 أسيرًا

تشهد إسرائيل موجة غضب متصاعدة من قبل عائلات المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وسط اتهامات مباشرة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتقاعس عن إنقاذ أبنائهم، بل والتسبب في مقتل العشرات منهم جراء العمليات العسكرية المتواصلة على قطاع غزة.
جاء ذلك وفقًا لما نقلته دانا أبو شمسية، مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، والتي رصدت تطورات المشهد في أعقاب تصعيد الاحتجاجات الأسبوعية التي تنظمها هيئة المحتجزين الإسرائيليين ضد الحكومة.
مظاهرات أسبوعية لعائلات الأسرى
أكدت دانا أبو شمسية أن هيئة المحتجزين الإسرائيليين تواصل تنظيم مظاهرات أسبوعية أمام مقر الحكومة والكنيست، تعبيرًا عن غضبها من سياسات حكومة نتنياهو تجاه ملف الأسرى المحتجزين في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الأخيرة.
وأضافت دانا أبو شمسية أن الاحتجاجات باتت تأخذ طابعًا تصعيديًا، مع اتساع دائرة المشاركين من أهالي المحتجزين ونشطاء حقوقيين وسياسيين معارضين.
إدانة صريحة للعمليات العسكرية
وأشارت دانا أبو شمسية إلى أن هيئة المحتجزين الإسرائيليين أدانت بشكل صريح العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، معتبرة أن التصعيد العسكري لا يخدم قضية استعادة الأسرى بل يزيدها تعقيدًا.
وصرّحت الهيئة في بيان رسمي بأن الضغط العسكري لم يُسفر عن أي نتائج إيجابية، بل إن نتائجه كانت "كارثية" على الأسرى أنفسهم، حيث أكدت أن نحو 40 من المحتجزين قُتلوا نتيجة هذه العمليات.
اتهامات مباشرة لنتنياهو بالمسؤولية
وفي واحدة من أقوى التصريحات التي خرجت عن هيئة المحتجزين، قالت أبو شمسية إن الهيئة اتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل مباشر، مؤكدة أن "يديه ملطختان بدماء المحتجزين"، في إشارة إلى تحميله المسؤولية الكاملة عن المصير الذي لقيه عشرات الأسرى تحت القصف الإسرائيلي.
وأضافت الهيئة أن نتنياهو سيكون المسؤول الأول أمام المجتمع الإسرائيلي والتاريخ، في حال استمرار تجاهله لمطالب العائلات والضغط من أجل عقد صفقة تبادل مع فصائل المقاومة في غزة.
أزمة بين أهالي المحتجزين والحكومة
تكشف تصريحات هيئة المحتجزين واتساع رقعة المظاهرات عن أزمة ثقة عميقة بين أهالي المحتجزين والحكومة الإسرائيلية، التي باتت عاجزة عن تقديم إجابات واضحة بشأن مصير الأسرى أو خطة واضحة لتحريرهم.
ويرى مراقبون أن هذه الأزمة قد تتحول إلى تهديد سياسي حقيقي لحكومة نتنياهو، خاصة إذا استمرت الضغوط الشعبية وتزايد عدد الضحايا من الأسرى.

ملف الأسرى يتفجر في وجه الحكومة
في ظل هذا المشهد المتوتر، يبدو أن ملف الأسرى بات قنبلة موقوتة داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، يُهدد بتفجير أزمة داخلية غير مسبوقة. وتبقى أعين أهالي المحتجزين شاخصة نحو الحكومة، في انتظار تحرك حقيقي يعيد أبناءهم أحياء، وليس مزيدًا من الشعارات والتصعيد العسكري الذي لم يحقق أي نتائج.
تتزايد المطالب في الداخل الإسرائيلي بضرورة السعي نحو صفقة تبادل أسرى عبر وسطاء دوليين، كحل وحيد وواقعي لوقف نزيف الأرواح واستعادة المحتجزين قبل فوات الأوان.