فراس طنينة: حماس تثير الشارع الإسرائيلي بتغريدة عن الأسير «تسنجاوكر»

في تطور جديد يشير إلى تصاعد التوتر في الداخل الإسرائيلي، أشار الباحث السياسي فراس طنينة إلى أن حركة حماس لعبت بذكاء على الجانب النفسي لعائلات الأسرى الإسرائيليين، من خلال تغريدة قصيرة نشرها الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، تضمنت معلومات غامضة حول وجود قوة إسرائيلية تحاصر منطقة يُعتقد أن الجندي الأسير "متان تسنجاوكر" موجود بها.
تغريدة أبو عبيدة تشعل الرأي العام
وأوضح فراس طنينة، خلال حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه التغريدة المقتضبة أحدثت ضجة كبيرة في الشارع الإسرائيلي، ولا سيما بين عائلات الأسرى المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة؛ وردًا على ذلك، نظّمت العائلات مؤتمرًا صحفيًا عاجلًا طالبت فيه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "ديفيد بارنيع" المعروف بـ"ويتكوف" بالتدخل الفوري.
وأشار فراس طنينة إلى أن هذه التطورات دفعت الولايات المتحدة الأمريكية للتحرك سياسيًا، بعد أن تلقت الإدارة الأمريكية طلبًا رسميًا من عائلات الأسرى للضغط من أجل عقد صفقة تبادل مع حركة حماس.
واشنطن تستعد للضغط على الطرفين
وأكد فراس طنينة أن الضغط الأمريكي القادم قد يشكل نقطة تحول في مسار المفاوضات المتعثرة، حيث تسعى واشنطن إلى دفع كلا الطرفين حركة حماس وحكومة نتنياهو إلى العودة إلى طاولة الحوار، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إفراجات من الجانب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أشار فراس طنينة إلى أن الصفقة الأخيرة التي طرحها رئيس الاستخبارات ويتكوف اصطدمت بعقبات كبيرة، لا سيما بسبب تحفظات حركة حماس على بعض بنود المقترح الإسرائيلي. ويبدو أن هناك "سياسة هروب إلى الأمام" يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعيق الوصول إلى اتفاق حقيقي.
وأوضح فراس طنينة أن نتنياهو يُفضل الاستمرار في التصعيد السياسي والعسكري، بدلًا من اتخاذ خطوات جادة نحو عقد الصفقة، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضاعف معاناة عائلات الأسرى.
جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفي
وفي تطور لافت، أكد الناطق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي أنه لم يتم تنفيذ أي محاولة لاستعادة أي من الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وذلك عقب المؤتمر الصحفي الذي عقدته عائلات المحتجزين.
ويعكس هذا الإعلان حالة الارتباك والتخبط داخل القيادة الإسرائيلية، في ظل الضغوط المتزايدة من الشارع ومن عائلات الأسرى، الذين يشعرون بأن الحكومة تخلّت عن أبنائهم.

معركة إعلامية ونفسية متصاعدة
إن ما جرى يؤكد أن حركة حماس تمارس معركة إعلامية ونفسية محسوبة، تهدف من خلالها إلى الضغط السياسي وتوسيع فجوة الثقة بين الشعب الإسرائيلي وقيادته. وفي المقابل، تواجه حكومة نتنياهو تحديًا داخليًا متزايدًا قد يجبرها على تقديم تنازلات في المفاوضات المقبلة.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة، وسط ترقب إسرائيلي شعبي ورسمي لأي تطورات قد تفضي إلى انفراجة في ملف الأسرى المعقد.