عاجل

المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية تدخل مرحلة حاسمة بوساطة عمانية

عوض بن سعيد باقوير
عوض بن سعيد باقوير

أكد عوض بن سعيد باقوير، عضو مجلس الدولة بسلطنة عمان، أن المشهد الحالي للمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يعيد إلى الأذهان ما جرى في عام 2015، عندما شهدت المحادثات سلسلة من الجولات الطويلة وتصريحات متضاربة بين الطرفين. 

إلا أن الفارق الرئيسي، بحسب عوض بن سعيد باقوير، هو التغير في طبيعة المشاركين في التفاوض؛ فبينما كانت خمس دول حاضرة على طاولة المفاوضات في الاتفاق السابق، فإن الولايات المتحدة الآن تتفاوض بشكل منفرد بعد انسحابها من الاتفاق خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب.

واشنطن تتجه إلى التفاوض المباشر 

أوضح عوض بن سعيد باقوير ، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب»، أن واشنطن قررت العودة إلى التفاوض المباشر مع طهران من خلال وساطة سلطنة عمان، بعد سنوات من التوتر والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن غالبية القضايا العالقة قد تم تسويتها، باستثناء بعض الملفات الاستراتيجية الحساسة، وأبرزها تخصيب اليورانيوم.

وشدد عوض بن سعيد باقوير على أن إيران لن تتنازل بالكامل عن حقها في التخصيب، لكنها قد تُظهر مرونة بشأن نسبة التخصيب المسموح بها، بما يضمن استمرار برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط، وهو ما تسعى إليه الخطة الأمريكية المقدمة لطهران عبر الوساطة العمانية.

وسيط فاعل

كشف عوض بن سعيد باقوير عن أن سلطنة عمان قدّمت عدة أفكار فنية لدفع عجلة المفاوضات، في إطار دورها المحوري كوسيط إقليمي مقبول من الطرفين. وأكد أن الجولة السادسة من المفاوضات ستكون حاسمة، ومن المتوقع أن تُعلن السلطنة قريبًا عن موعدها ومكان انعقادها، الذي قد يكون في العاصمة مسقط أو في مدينة روما.

وأشار عوض بن سعيد باقوير إلى أن هذه الجولة تمثل فرصة ذهبية لحسم الخلافات المتبقية والوصول إلى اتفاق شامل، لاسيما في ظل تفاقم التوترات الإقليمية والدولية، وتزايد الضغوط على الطرفين للتهدئة وتجنب التصعيد العسكري.

مواجهة عسكرية وشيكة

حذر عوض بن سعيد باقوير من أن فشل هذه الجولة من المحادثات قد يؤدي إلى نتائج كارثية، مشيرًا إلى أن البديل الوحيد عن التفاوض هو الانزلاق نحو مواجهة عسكرية، خاصةً مع وجود تيار متشدد داخل الإدارة الأمريكية يدفع نحو إفشال المفاوضات واتباع خيار التصعيد.

وأضاف عوض بن سعيد باقوير: "لا خيار أمام واشنطن وطهران سوى التوصل إلى اتفاق يُجنّب المنطقة حربًا جديدة قد تكون أكثر تدميرًا من أي مواجهة سابقة"، مشيرًا إلى أهمية استمرار الدور العماني في تقريب وجهات النظر، وضمان أن تبقى القنوات الدبلوماسية مفتوحة.

عوض بن سعيد باقوير 
عوض بن سعيد باقوير 

فرصة أخيرة لتفادي التصعيد

تبدو الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة بمثابة "فرصة أخيرة" لإنقاذ الاتفاق ومنع التصعيد، ومع استمرار الوساطة العمانية، هناك أمل في التوصل إلى صيغة توافقية تحفظ مصالح الطرفين وتُجنب المنطقة شبح المواجهة العسكرية، ويبقى نجاح هذه الجولة مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات واقعية حول القضايا الجوهرية، وعلى رأسها تخصيب اليورانيوم.

تم نسخ الرابط