مبادرة فحص المقبلين على الزواج.. ركيزة جديدة لتعزيز الصحة العامة

أكدت الدكتورة رنا جلال، المدير التنفيذي للمبادرة الرئاسية لفحص المقبلين على الزواج، أن هذه المبادرة تعد خطوة استراتيجية في دعم الصحة العامة في مصر على المدى الطويل، مشيرة إلى أنها تسير على نهج باقي المبادرات الصحية التي أطلقتها الدولة بهدف الاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية قبل تفاقمها.
وأوضحت "جلال"، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن المبادرة تركز على إجراء سلسلة من الفحوصات الطبية المتخصصة، التي تمثل خط الدفاع الأول ضد انتشار الأمراض الوراثية والمعدية داخل الأسرة المصرية المستقبلية.
فحوصات دقيقة للكشف المبكر
تُجري المبادرة مجموعة من التحاليل والفحوص الطبية، أبرزها الكشف عن أمراض الدم الوراثية مثل أنيميا البحر المتوسط، والتي تُعد من الأمراض المنتشرة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي لا يقتصر على مجرد الفحص، بل يمتد إلى تقديم الاستشارات الطبية اللازمة للأزواج قبل الزواج، بما يعزز فرصهم في تكوين أسر سليمة صحياً.
وأضافت: "نحن لا نمنع الزواج تحت أي ظرف، ولكننا نسعى إلى تمكين الأفراد من معرفة حالتهم الصحية، ومن ثم منحهم شهادة تؤكد إجراء الفحوص اللازمة، مما يعزز وعيهم بأهمية التعامل المبكر مع أي مشكلات صحية محتملة".
شهادات طبية معتمدة
شددت الدكتورة رنا جلال على أن إصدار شهادة الفحص الطبي لا تعني بأي حال من الأحوال التدخل في قرار الزواج أو منعه، بل تُمنح لكل من أجرى الفحص داخل وحدات وزارة الصحة. وتُعد هذه الشهادة بمثابة توثيق رسمي يؤكد خضوع الطرفين للفحوص، وهو ما يسهم في نشر ثقافة الوقاية والوعي الصحي بين المواطنين.
وتابعت: "نمنح الشهادة للجميع بدون تمييز، والهدف هو تقديم المعلومات الطبية الدقيقة للأزواج قبل إتمام الزواج، حتى يكونوا على دراية تامة بوضعهم الصحي، ويتمكنوا من اتخاذ قرارات واعية فيما يخص حياتهم المستقبلية وأبنائهم".
مساواة في تقديم الخدمة
وأوضحت جلال أن المبادرة تشمل جميع من يقيم على الأراضي المصرية دون تفرقة، حيث تُقدَّم الخدمات الطبية بنفس الجودة والتكلفة سواء للمصريين أو الأجانب، بشرط وحيد يتمثل في تقديم ما يثبت الهوية.
وأضافت: "نعمل وفق مبدأ تكافؤ الفرص في الرعاية الصحية، وهذه المبادرة متاحة للجميع دون النظر إلى الجنسية أو الحالة الاجتماعية، في إطار حرص الدولة على تعزيز الصحة العامة وضمان السلامة المجتمعية".

ختام: المبادرة خطوة
تُعد المبادرة الرئاسية لفحص المقبلين على الزواج إحدى الركائز الأساسية في الاستراتيجية الوطنية للصحة الوقائية، إذ تجمع بين الكشف المبكر، والتثقيف الصحي، وتقديم الدعم اللازم للأسر الجديدة. ومن خلال هذه المبادرة، تؤكد الدولة التزامها ببناء مجتمع صحي آمن، يستند إلى الوعي والعلم والتخطيط المسؤول.