الإفتاء توضح حكم فطر المسافر في رمضان وتصحح المفاهيم الخاطئة

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاعتقاد بعدم جواز الفطر للمسافر إلا في حالة المشقة غير صحيح، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية منحت رخصة الفطر لكل مسافر تتجاوز مسافة سفره 83.5 كيلومتر، بغض النظر عن مدى المشقة التي يواجهها، طالما أن سفره ليس في معصية.
وأوضحت أن الحكم الشرعي مرتبط بالسفر ذاته وليس بدرجة المشقة، نظرًا لأن السفر وصف ظاهر ومنضبط يمكن القياس عليه، على عكس المشقة التي تختلف من شخص لآخر، مما يجعلها غير صالحة لتحديد الحكم الشرعي.
للصائم حرية الإختيار
وأضافت أن الصائم المسافر له حرية الاختيار بين الفطر والصيام، إلا أن الصيام يظل أفضل لمن استطاع تحمله، مستدلة بقول الله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184].
وأكدت دار الإفتاء، أن الصوم زكاة للبدن ففيه خير وبركة فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ» رواه ابن ماجه.
وأشارت إلى أن رمضان شهر الفوز بالشفاعة، مستدلة بما ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« الْصِيَامُ وَالقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الْصِّيَامُ أَيْ رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الْطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فشَفِّعْنِي فِيْهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ الْنَّوْمَ بِالْلَّيْلِ، فشَفِّعْنِي فِيْهِ؛ فيَشْفَعَانِ».
كما لفتت إلى أن رمضان شهر الفرح، مستدلة بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ».
تربية الأطفال على الصيام في رمضان
في سياق متصل أكدت دار الإفتاء أهمية تربية الأطفال على قدسية شهر رمضان وتعويدهم على الصيام بأسلوب تربوي تدريجي، يراعي أعمارهم وقدراتهم.
وأوضحت أن دور الآباء والأمهات يبدأ بزرع مكانة الشهر الفضيل في نفوس أبنائهم، وإبراز تميزه عن باقي شهور العام، مما يعزز ارتباطهم به روحيًا.
كما شددت على ضرورة تعويد الأطفال على الصيام بشكل تدريجي، مع مكافأتهم وتحفيزهم عند نجاحهم في ذلك، حتى يصبح الصيام لديهم عادة محببة.
وأشارت إلى أهمية عدم إجبار الأطفال على إكمال الصيام طوال اليوم، نظرًا لعدم تكليفهم شرعًا، مؤكدةً أن التدريج في الصيام هو النهج الأمثل لتأهيلهم مستقبلًا، كما دعت إلى توعية الأطفال بآداب الصيام وأحكامه، حتى يكونوا على دراية بمفهومه ومتطلباته الدينية منذ الصغر.