عاجل

6000 قتيل.. أوكرانيا تلتزم الصمت بشأن تسلّم جثامين الجنود وتبادل الأسرى

الصراع الروسي الأوكراني
الصراع الروسي الأوكراني

أثار تأخر أوكرانيا في استلام جثامين جنودها، التي يُقدَّر عددها بنحو 6000 جثمان، وكذلك تأجيل عملية تبادل الأسرى مع الجانب الروسي، تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية لهذا التأجيل، في ظل عدم صدور أي توضيح رسمي من السلطات الأوكرانية حتى الآن.

روسيا مستعدة لتسليم الجثامين

وفي مداخلة خاصة عبر الإنترنت على شاشة "القاهرة الإخبارية"، علّق يفهين ميكيتينكو، مستشار وزير الخارجية الأوكراني، على هذه التطورات، مؤكدًا أن كييف لم تُصدر حتى اللحظة بيانًا يوضح سبب هذا التأجيل، مما يُبقي الموقف غامضًا وغير مفسّر رسميًا.

وفقًا للمعلومات التي نقلها ميكيتينكو، فإن روسيا جمعت بالفعل الجثامين وتُبدي استعدادها لتسليمها إلى أوكرانيا، إلا أن المشكلة تكمن في أن عددًا قليلًا فقط من تلك الجثامين، يُقدّر بنسبة 20%، يحمل أوراقًا تثبت هوية أصحابها. ويُحتمل أن بعض الجثث تعود في الأصل لجنود روس، ما يضع العملية برمتها في دائرة التعقيد والحذر من جانب كييف.

تصعيد عسكري متبادل 

وفي ظل هذه التوترات، تشهد الجبهة الميدانية تصعيدًا كبيرًا من الطرفين. فقد أكد المسؤول الأوكراني أن كييف تعرضت خلال اليومين الماضيين لهجمات روسية مكثفة باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الفرط صوتية، في وقت ردّت فيه القوات الأوكرانية باستخدام مئات الطائرات المسيّرة ضد أهداف داخل الحدود الروسية.

ورغم هذا التصعيد اللافت، يقترب الطرفان من جولة جديدة من محادثات السلام، مما يُثير التساؤل حول دوافع استمرار العمليات العسكرية في ظل وجود نية للتفاوض.

اتفاقات محدودة ومقترحات 

كشف مستشار وزير الخارجية الأوكراني عن أن الطرفين توصلا إلى توافق مبدئي بشأن بعض النقاط خلال المحادثات، لكن القضايا الأساسية، وعلى رأسها وقف إطلاق النار أو إعلان هدنة شاملة، لا تزال عالقة دون اتفاق.

وفي محاولة لتخفيف التوتر الإنساني، قدمت روسيا اقتراحًا بهدنة مؤقتة لمدة يوم أو يومين في بعض مناطق الجبهة، بهدف إتاحة الفرصة لجمع الجثامين. وأكد ميكيتينكو أن الجانب الأوكراني لا يزال يناقش هذا الاقتراح داخليًا.

تبادل مذكرات التفاهم 

وفي سياق متصل، أشار ميكيتينكو إلى أن أوكرانيا كانت قد قدمت للجانب الروسي مسوّدة مذكرة تفاهم قبل أسبوع من الجولة الثانية من محادثات إسطنبول. إلا أن الرد الروسي جاء متأخرًا، وتحديدًا خلال اجتماع إسطنبول الأخير، ولا تزال الجهات الأوكرانية المختصة تدرس الرد، تمهيدًا لإصدار موقف رسمي قريبًا.

أما على الصعيد الميداني، فقد شهدت الجبهات تطورًا ملحوظًا في مايو الماضي، حيث تمكنت القوات الروسية من السيطرة على نحو 450 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية، وهو أكبر توسع ميداني خلال شهر واحد منذ بدء الحرب. وواصلت روسيا تقدمها خلال أول أسبوع من يونيو، مسيطرة على 150 كيلومترًا مربعًا إضافيًا، ما يُظهر اتساع رقعة سيطرتها العسكرية رغم كل محاولات التهدئة السياسية.

 مستشار وزير الخارجية الأوكراني
 مستشار وزير الخارجية الأوكراني

مفترق طرق بين التصعيد والسلام

في ظل الغموض الرسمي الأوكراني، والتقدم الروسي على الأرض، والتصعيد المتبادل رغم محاولات التهدئة، تبدو الأزمة الأوكرانية الروسية عند مفترق طرق، فإما أن تنجح قنوات التفاوض في تحقيق اختراقات حقيقية، تبدأ بخطوات إنسانية مثل تبادل الجثامين والأسرى، أو أن تستمر حالة الجمود والتصعيد، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.

تم نسخ الرابط