عبير الجوهري: قصة إصرار ونجاح في "الآثار الثقيلة" بالمتحف المصري الكبير

أكدت الدكتورة عبير الجوهري، رئيس قسم الآثار الثقيلة بـ المتحف المصري الكبير، أن رحلتها المهنية تمثل نموذجًا ملهمًا للمرأة المصرية في كيفية التوفيق بين الطموحات الشخصية والالتزامات الأسرية، مشيرة إلى أن شغفها بمجال الآثار لم ينطفئ أبدًا، رغم انقطاعها عن العمل لفترة طويلة بعد التخرج.
وقالت عبير الجوهري، خلال مداخلة ببرنامج "نون القمة" المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، إنها تخرجت من كلية الآثار عام 1999، ثم قررت التفرغ لتربية أبنائها في سنواتهم الأولى، لكن حلم العودة إلى المجال الأثري ظل راسخًا في وجدانها.
العودة إلى العمل رغم التحديات
وأضافت عبير الجوهري أنها اتخذت قرار العودة إلى العمل في عام 2011، بعد أن أصبح لديها متسع من الوقت نتيجة دخول أبنائها إلى المدرسة، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها مصر خلال تلك الفترة، فإنها تمسكت بقرارها واستأنفت مسيرتها المهنية، لتنال لاحقًا فرصة العمل في أحد أهم المشاريع الثقافية في العالم: المتحف المصري الكبير.
وأوضحت عبير الجوهري أن العودة لم تكن سهلة، فقد واجهتها مخاوف من صعوبة التكيف مجددًا مع بيئة العمل الأثري، لا سيما في قسم شديد التخصص مثل "الآثار الثقيلة" ومع ذلك، تغلّبت على القلق بالإيمان والثقة بالنفس، وهو ما ساعدها على خوض التحدي بثبات ومثابرة.
العمل في "الآثار الثقيلة"
وأشارت عبير الجوهري إلى أن قسم "الآثار الثقيلة" يُعد من أبرز أقسام العرض داخل المتحف، ويختص بتحضير وعرض القطع الأثرية العملاقة مثل التماثيل والآثار النادرة على "الدرج العظيم"، أحد أبرز مكونات التصميم المعماري للمتحف.
وأوضحت عبير الجوهري أن العمل في هذا القسم يتطلب أقصى درجات الحذر والدقة، سواء في اختيار القطع أو تجهيزها للنقل والعرض، إلى جانب تطبيق أعلى معايير السلامة لضمان عدم تعرّض الآثار لأي ضرر.
نقل آثار نادرة من الخارج
وكشفت عبير الجوهري عن مشاركتها في فريق أشرف على نقل قطع أثرية فريدة من نوعها، من بينها تماثيل ملكية من العصور البطلمية كانت تُعرض في أحد المعارض بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث جرى نقلها بنجاح إلى المتحف المصري الكبير، تمهيدًا لعرضها أمام الزوار.
واختتمت عبير الجوهري حديثها بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر على كونه مخزنًا للآثار، بل يمثل تجربة متكاملة تجمع بين العرض الأثري الحديث، والمناطق التجارية، والمساحات المفتوحة التي توفر للزائر رحلة غنية ومتكاملة.

المتحف المصري الكبير
وأضافت عبير الجوهري أن المتحف يحتوي على قطع نادرة وأنشطة متنوعة تجعل منه نقطة جذب ثقافية وسياحية عالمية، مشيرة إلى أن المصريين يمكنهم الفخر بهذا المشروع الضخم الذي يُبرز الهوية الحضارية المصرية أمام العالم بأسره.