تصعيد ممنهج.. سفير مصر السابق في إسرائيل يحذر من تطهير كارثي

أكد عاطف سيد الأهل، سفير مصر الأسبق في إسرائيل، أن ما يحدث حاليًا في قطاع غزة يمثل تصعيدًا ممنهجًا وخطيرًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، من خلال استهداف شامل للبنية التحتية والمرافق الحيوية، بما يشمل المستشفيات، المزارع، شبكات المياه والطاقة، مما تسبب في كارثة إنسانية هي الأكبر في تاريخ القطاع.
وقال عاطف سيد الأهل، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية آمل الحناوي في برنامجها "عن قرب"، على قناة القاهرة الإخبارية، إن العدوان الإسرائيلي تجاوز العمليات العسكرية المعتادة، ليأخذ طابعًا مدمرًا يستهدف مقومات الحياة الأساسية، ويعمد إلى تدمير ممنهج للقدرة على البقاء داخل غزة.
95% من سكان غزة مهددون بالمجاعة
شدد «عاطف سيد الأهل» على أن التقارير الدولية وعلى رأسها تقرير برنامج الغذاء العالمي تشير إلى أن نحو 95% من سكان قطاع غزة يعانون من المجاعة وسوء التغذية الحاد، في ظل منع إدخال الغذاء والدواء والماء بالشكل الكافي، مع استمرار الحصار الخانق منذ عدة أشهر.
وأضاف عاطف سيد الأهل أن ما يجري حاليًا هو أكبر عملية تهجير داخلي في تاريخ القطاع، موضحًا أن أكثر من مليون فلسطيني نزحوا داخل غزة نتيجة القصف العشوائي والمركز، وتفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني فوري، إسرائيل تدعم ميليشيات داخل غزة.. ومخاوف من اندلاع صراع داخلي.
تفاقم الأزمة الإنسانية
كشف الدبلوماسي المصري السابق عن محاولات إسرائيلية لتجنيد ميليشيات مسلحة داخل قطاع غزة، بهدف خلق توازن ميداني مع حركة حماس، محذرًا من أن هذا التوجه يمثل قنبلة موقوتة تهدد بنشوب حرب أهلية وصراعات داخلية في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن هذه العمليات كانت تُدار بسرية تامة، إلا أن تصريحات أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، فضحت تلك المخططات علنًا، ولم يصدر عن مجلس الوزراء الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي نفي رسمي، ما يعزز من صحة هذه المزاعم.

تطهير ديموغرافي
وحذر سيد الأهل من أن الاحتلال يتبع استراتيجية واضحة في استهداف الأطفال والنساء والشباب، في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي داخل غزة، بما يخدم مصالح الاحتلال طويلة المدى، ويضعف البنية الاجتماعية للقطاع.
وقال: "إذا لم تتجه القيادة الإسرائيلية إلى حلول سياسية جادة، واستمرت في اعتمادها الكامل على الخيار العسكري، فإن ذلك لن يُحقق الأمن أو الاستقرار لإسرائيل، بل قد يؤدي إلى انفجار إقليمي واسع النطاق يهدد أمن المنطقة بالكامل".