"الأونروا": آلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة تهدد حياة المدنيين

حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن آلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والتي تتم بالتنسيق بين الجيش الإسرائيلي ومؤسسات أمريكية، لا تتماشى مع المبادئ الإنسانية المعترف بها دوليًا، وتعرض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر المباشر.
وقالت إيناس حمدان، مدير الإعلام في الأونروا بقطاع غزة، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت، إن وكالتها، باعتبارها جزءًا من المنظومة الأممية، قررت عدم المشاركة في هذه الآلية "غير الفعالة"، التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الإنسانية.
تقليص نقاط التوزيع .. ومعاناة المدنيين
أشارت إيناس حمدان إلى أن عدد نقاط توزيع المساعدات الإنسانية تم تقليصه من أكثر من 400 نقطة سابقًا إلى عدد محدود جدًا، يتركز غالبيته في المناطق الحدودية أو جنوب قطاع غزة، وهو ما يجبر السكان على قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام تحت الخطر من أجل الحصول على مواد غذائية بسيطة.
وأضافت إيناس حمدان: "نحن أمام مشهد يُشبه فخ الموت؛ يُجبر فيه الجوعى على المخاطرة بحياتهم من أجل بضع كيلوجرامات من الطعام، وهذا يتنافى تمامًا مع أي منطق إنساني، حيث يجب أن تصل المساعدات إلى المدنيين وليس العكس".
نقص حاد في الغذاء
ووصفت إيناس حمدان الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه يمر بـ"مرحلة حرجة"، مشيرة إلى أن كميات المساعدات التي تدخل القطاع حاليًا لا تفي بأدنى المتطلبات الأساسية، في ظل نقص حاد في التغذية وارتفاع معدلات الجوع وانتشار الكارثة الصحية.
ولفتت إيناس حمدان إلى أن الوضع الحالي لا يُحتمل، إذ تُسجَّل حالات متزايدة من سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، فضلًا عن تدهور مستمر في القدرة على تقديم الخدمات الصحية واللوجستية داخل القطاع المحاصر.
دعوة للعودة إلى الآليات السابقة الفعّالة
ودعت الأونروا إلى استئناف العمل بالآليات الإنسانية السابقة التي كانت قائمة خلال فترات التهدئة، مشيرة إلى أنها كانت أكثر تنظيمًا وكفاءة. وقالت حمدان إن تلك الآليات مكنت الوكالة من تقديم مساعدات غذائية لنحو 900 ألف شخص خلال ثلاثة أسابيع فقط، وشملت الطحين والطرود الغذائية الأساسية.
وأضافت إيناس حمدان: "الآلية السابقة أثبتت فاعليتها، وحققت نتائج ملموسة، وكان من الممكن البناء عليها وتوسيعها بدلًا من التراجع عنها، خاصة في هذا الظرف الإنساني الطارئ".

نداء عاجل للمجتمع الدولي
في ختام حديثها، وجهت إيناس حمدان نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي بضرورة الضغط لإعادة تفعيل الآليات الإنسانية المحايدة والآمنة، مؤكدة أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، وسيكون له عواقب كارثية على حياة أكثر من مليوني إنسان.