خلاف متصاعد بين ترامب وإيلون ماسك.. أسرار الصراع الخفي

أكد ماهر نقولا فرزلي، مدير منتدى واشنطن المالي، أن الخلاف بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ورجل الأعمال الشهير إيلون ماسك لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا منذ البداية نظرًا للطبيعة الحادة والذكية لشخصية ماسك، والتي وصفها بأنها غير ملائمة للعمل في بيئة سياسية معقدة مثل العاصمة الأميركية واشنطن.
وأشار نقولا فرزلي، خلال مداخلة تلفزيونية مع الإعلامية بسنت أكرم على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان يدرك مسبقًا أن أيلون ماسك لن يصمد طويلًا في أجواء السياسة الفيدرالية، متوقعًا خروجه خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر، وهو ما تحقق بالفعل.
دور محدود في السياسة المالية
ورغم قصر فترة وجوده، شدد نقولا فرزلي على أن إيلون ماسك لعب دورًا محدودًا لكنه إيجابي في محاولات ضبط الميزانية الفيدرالية، حيث أطلق مبادرة بالتعاون مع مجموعة من الخبراء الشباب خريجي الجامعات في كاليفورنيا تحت رعاية دونالد ترامب، بهدف ترشيد الإنفاق داخل الوزارات الفيدرالية ومواجهة ما وصفه بـ"نزيف أموال دافعي الضرائب" الناتج عن البيروقراطية المتفاقمة.
وأشار نقولا فرزلي إلى أن هذه الجهود جاءت في إطار رغبة أيلون ماسك في إصلاح البنية الإدارية في واشنطن في عهد دونالد ترامب، إلا أنها واجهت مقاومة قوية من المؤسسات التقليدية، التي لم تكن مستعدة لقبول تغيير جذري تقوده شخصية ذات ميول غير تقليدية.
وكالة "ناسا" .. السبب الحقيقي
وفي مفاجأة لافتة، كشف نقولا فرزلي أن الخلاف الأساسي لم يكن ماليًا بحتًا، بل يعود إلى محاولات أيلون ماسك الخفية للسيطرة على وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، معتبرًا ذلك السبب الجوهري وراء الانفصال الحاد بينه وبين إدارة دونالد ترامب.
وأوضح نقولا فرزلي أن ناسا تعتبر مؤسسة استراتيجية تمسّ الأمن القومي الأميركي، وخاصة في ظل تصاعد التنافس التكنولوجي مع الصين، مضيفًا أن مساعي أيلون ماسك لإحكام نفوذه داخل الوكالة كانت تمثل تهديدًا مباشرًا لتوازن القوى داخل الدولة في ظل وجود دونالد ترامب.
وأضاف نقولا فرزلي: "الصناعة الجوية والفضائية اليوم هي أحد أبرز أدوات النفوذ الأميركي في ظل حكم دونالد ترامب، ولا يمكن السماح لأي جهة خاصة حتى لو كانت بقيادة أيلون ماسك بأن تفرض سيطرتها على هذا القطاع الحساس".

التراشق الإعلامي أعمق
واختتم نقولا فرزلي حديثه بالتأكيد على أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام من تراشق لفظي أو تصعيد كلامي بين الطرفين ليس سوى "مسرحية سياسية" تُخفي صراعًا عميقًا حول النفوذ داخل المؤسسات السيادية الأميركية.
وأشار نقولا فرزلي إلى أن ما يحدث هو انعكاس لصراع أوسع بين التيارات المحافظة والتقنية الجديدة، والتي يمثلها ماسك ومجموعة من رجال الأعمال التكنولوجيين الذين يسعون إلى تغيير قواعد اللعبة داخل واشنطن.