أستاذ علوم سياسية: ارتباك في المشهد السياسي بين وأشنطن وتل أبيب بسبب غزة

أكد الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، أن المشهد السياسي العالمي بات يشهد تعارضًا واضحًا في المصالح بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى حالة من الارتباك السياسي الواضح بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
ارتباك في المشهد السياسي بين وأشنطن وتل أبيب بسبب غزة
وأوضح سهيل دياب، خلال مداخلة هاتفية له عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن تطورات المشهد في قطاع غزة كشفت عن فجوة حقيقية في التفاهمات الاستراتيجية بين الحليفين التقليديين، واشنطن وتل أبيب، مؤكدًا أن كل طرف بات يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة، بغض النظر عن تأثيراتها الإقليمية أو الإنسانية.
واشنطن تدرس دعمًا إنسانيًا لغزة
وفي سياق حديثه، أشار سهيل دياب إلى ما نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي مؤخرًا، والذي كشف عن تحركات داخل وزارة الخارجية الأمريكية لدراسة إمكانية تقديم دعم مالي بقيمة 500 مليون دولار لصالح مؤسسة إنسانية تعمل في غزة.
وتُعد هذه الخطوة، بحسب سهيل دياب، محاولة أمريكية للفصل بين الدعم السياسي لإسرائيل من جهة، ومحاولة احتواء التداعيات الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة من جهة أخرى، خصوصًا في ظل التنديدات الدولية الواسعة بالتدهور الإنساني غير المسبوق الذي يشهده القطاع المحاصر.
تحوّل في الرأي العام الإسرائيلي
وعن تغير المزاج الشعبي داخل إسرائيل، لفت سهيل دياب إلى أن هناك تحولًا ملحوظًا في موقف قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي تجاه استمرار الحرب في غزة. فبينما كان كثير من الإسرائيليين لا يرون في الحياة هدفًا سوى تكثيف الضربات العسكرية على الفلسطينيين، باتت الأولوية اليوم بحسب دياب لدى شريحة كبيرة منهم هي التوصل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف الحرب مقابل استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.
ويرى دياب أن هذا التحول يُمثل ضربة موجعة لحكومة نتنياهو، التي كانت تراهن على دعم شعبي واسع لاستمرار العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن الضغط الشعبي قد يكون أحد المحركات الأساسية في تغيير بوصلة القرار السياسي خلال المرحلة المقبلة.
ارتباك في القرارات وتحولات
وأوضح الخبير السياسي أن حالة الارتباك السياسي بين واشنطن وتل أبيب ليست وليدة اللحظة، لكنها تفاقمت مع تصاعد الكلفة السياسية والإنسانية للحرب في غزة، مضيفًا أن البيت الأبيض يحاول حاليًا تقديم صورة أكثر توازنًا أمام المجتمع الدولي، دون التضحية بالعلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل.
في المقابل، تعاني حكومة الاحتلال من انقسامات داخلية وضغوط شعبية وأمنية متزايدة، جعلت من استمرارية العمليات العسكرية خيارًا محفوفًا بالمخاطر داخليًا وخارجيًا.

دعوات لوقف التصعيد
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور سهيل دياب على ضرورة وقف التصعيد العسكري فورًا وفتح قنوات للحوار السياسي، مع التركيز على الجوانب الإنسانية التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم في قطاع غزة.
وشدد سهيل دياب على أن التمسك بخيار القوة وحده لن يحقق الأمن لأي طرف، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية لإنهاء النزاع والتوجه نحو تسوية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين وتنهي دوامة الحرب.