غزة في كارثة.. انهيار «ناصر الطبي» آخر القلاع الصحية جنوب القطاع

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح السبت، أن مجمع ناصر الطبي بات المستشفى الوحيد الذي يقدّم الخدمات الطبية في محافظة خان يونس جنوبي القطاع، مؤكدة أن توقفه عن العمل سيُحدث كارثة إنسانية حقيقية تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، وذلك في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي واستهداف البنية التحتية للقطاع الصحي.
وقالت الصحة الفلسطينية، في بيان نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الوضع الصحي يزداد سوءًا مع كل ساعة تمر، في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب العجز الكبير في الكوادر الطبية نتيجة الاستهدافات المتكررة والضغط الهائل على المنشآت الصحية.
انهيار المنظومة الصحية بغزة
وأكدت وزارة الصحة أن أي تعطيل إضافي لـ مجمع ناصر الطبي، سواء بسبب القصف أو الحصار أو انقطاع الوقود، سيعني أن آلاف المرضى لن يجدوا مكانًا لتلقي العلاج، خصوصًا في ظل خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، نتيجة القصف المباشر أو انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.
وتطالب الوزارة الجهات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل لضمان استمرار عمل المرافق الصحية، ودعت إلى توفير ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول الإمدادات الطبية والوقود لتشغيل الأجهزة والمنشآت الحيوية.
قصف عنيف على رفح
وفي سياق متصل، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 17 شخصًا، وذلك إثر هجمات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، على مناطق متفرقة من محافظتي خان يونس ورفح، وقد استهدفت الغارات منازل المدنيين والمناطق السكنية، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، وفقًا لما أفاد به شهود عيان ومصادر طبية.
وتُعد هذه الهجمات جزءًا من حملة عسكرية متواصلة تشنّها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ أشهر، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، وتدمير واسع في البنية التحتية.
تحذير إسرائيلي لسكان غزة
من جهة أخرى، حذّر الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة من التجمع أمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية خارج الأوقات المحددة. وأشار بيان للجيش إلى أن أي احتشاد غير منظم سيُعتبر تهديدًا أمنيًا وسيُواجه بإجراءات فورية.
ويعاني أهالي القطاع من أوضاع إنسانية قاسية، في ظل الحصار المفروض، والنقص الحاد في الغذاء والمياه النظيفة، مع تقييد وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وآمن، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان والمعاناة اليومية.

دعوات لإنقاذ المدنيين
في ضوء هذه التطورات، تتعالى الدعوات الدولية والإقليمية للضغط على الاحتلال لوقف الهجمات، واحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح بإدخال المساعدات بشكل فوري ودون شروط، مع توفير الحماية للمدنيين والمنشآت الطبية.
وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن استمرار استهداف المستشفيات ومراكز الإيواء يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعرض حياة ملايين المدنيين للخطر، في وقت يعيش فيه سكان غزة تحت قصف متواصل وانهيار شبه كامل في مقومات الحياة الأساسية.