البيت الأبيض: ترامب يرفض التحدث مع إيلون ماسك رغم طلب الأخير

في تطور جديد يعكس توتر العلاقات بين السياسة والتكنولوجيا في الولايات المتحدة، أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب لا يخطط للتواصل مع رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك ، وذلك رغم أن الأخير تقدم بطلب للاتصال به ، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
وجاء هذا الإعلان بعد أيام من التفاعل المتزايد بين الطرفين، وتزامنًا مع تصريحات قوية من ماسك بشأن ضرورة وجود حزب سياسي جديد في أميركا يمثل "أغلبية الوسط الصامت".
لا نية للتواصل مع ماسك
أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الرئيس ترامب لا يعتزم التحدث إلى إيلون ماسك، في إشارة واضحة إلى عدم اهتمامه بأي تواصل مباشر مع مؤسس "سبيس إكس" ومالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا). وقال المسؤول للصحافة: "الرئيس لا يخطط لإجراء محادثة مع ماسك اليوم، ولا توجد ترتيبات لذلك حاليًا."
كما أكد مسؤول آخر صحة المعلومات المتداولة حول طلب ماسك الاتصال بالرئيس، لكنه شدد على أن القرار النهائي هو عدم الاستجابة لهذا الطلب في الوقت الحالي.
توتر بين قطبي السياسة والتكنولوجيا
هذا التوتر العلني بين ترامب وماسك ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن دخل الطرفان في عدة مشادات علنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد استحواذ ماسك على منصة "إكس" وسعيه للتأثير في الخطاب العام والسياسي في الولايات المتحدة.
ويُنظر إلى ماسك كأحد أبرز رجال الأعمال الذين يمتلكون تأثيرًا متزايدًا في السياسة الأميركية، لا سيما من خلال مواقفه المثيرة للجدل، ومنشوراته التي تلقى تفاعلاً واسعًا على منصته.
تأسيس حزب سياسي جديد
وفي سياق موازٍ، نشر إيلون ماسك تصريحًا لافتًا يوم الجمعة دعا فيه إلى تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، معبرًا عن قناعته بضرورة وجود تمثيل حقيقي لما وصفه بـ"80% من الأميركيين الموجودين في الوسط السياسي".
وكان ماسك قد أجرى استطلاع رأي لمتابعيه على منصة "إكس" سألهم فيه: "هل نحتاج إلى حزب يمثل 80% من الناس في الوسط؟"، وجاءت النتائج داعمة للفكرة، مما دفعه إلى التصريح بالحاجة الفعلية لحزب جديد يكسر الاستقطاب الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

مستقبل العلاقة بين ماسك وترامب
حتى اللحظة، لا يبدو أن هناك تقاربًا وشيكًا بين ترامب وماسك، خاصة بعد الموقف الحاد من البيت الأبيض تجاه طلب الاتصال.
ويرى مراقبون أن الاختلاف في الرؤى السياسية والأسلوب الشخصي بين الرجلين يعزز احتمالات استمرار القطيعة، خصوصًا في ظل طموحات ماسك السياسية المتزايدة، ومحاولاته الدائمة للتأثير في الرأي العام.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يتحول ماسك من مجرد رجل أعمال نافذ إلى لاعب سياسي فعلي؟ أم أن العلاقة المتوترة مع رموز مثل ترامب ستضع حدًا لطموحاته في هذا المجال؟