إيلون ماسك يدعو لتأسيس حزب سياسي جديد يمثل 80% من الأمريكيين

في تصريحات مثيرة الجمعة، أكد الملياردير إيلون ماسك ضرورة إنشاء حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، يعكس توجهات الغالبية العظمى من الأمريكيين الذين يعتبرون أنفسهم في وسط الطيف السياسي.
جاء ذلك بعد أن أطلق ماسك استطلاع رأي عبر منصته الشهيرة "إكس" (تويتر سابقًا) سأل فيه متابعيه عن حاجتهم لحزب يمثل "80 بالمئة من الناس في الوسط".
وفي تغريدة نشرها، قال ماسك: "قال الناس كلمتهم. هناك حاجة إلى حزب سياسي جديد في أميركا لتمثيل الـ80 بالمئة الذين هم في الوسط!". وأضاف متفائلاً: "تمامًا 80 بالمئة من الناس موافقون. هذه هي المصادفة.. أو القدر".
مغزى التصويت وتأثيره المحتمل
يأتي هذا النداء من ماسك في ظل أجواء سياسية أمريكية متوترة تشهد انقسامًا حادًا بين الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، مما يدفع شريحة واسعة من المواطنين إلى الشعور بالإحباط من الخيارات المتاحة.
ويعتقد ماسك أن أغلبية الأمريكيين تقع في منطقة وسطية غير ممثلة بشكل كافٍ في السياسة الحالية، الأمر الذي يخلق فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي عبر تأسيس حزب جديد يركز على قيم التوافق والاعتدال.
الاستطلاع الذي أجرى ماسك عكس تأييدًا قويًا لهذه الفكرة، حيث صوت حوالي 80% من المشاركين لصالح وجود حزب يمثل هذه الفئة، ما يسلط الضوء على الرغبة في بديل جديد وسط التحديات السياسية الراهنة.
التحديات أمام حزب وسط جديد
على الرغم من الحماس الكبير الذي أبداه ماسك وأنصاره، فإن تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة يواجه عدة عقبات. النظام الانتخابي الأميركي التقليدي قائم على هيمنة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مما يجعل من الصعب على الأحزاب الصغيرة أو الجديدة الوصول إلى السلطة أو تحقيق نجاحات انتخابية ملموسة.
علاوة على ذلك، تحتاج أي حركة جديدة إلى موارد مالية ضخمة وتنظيم قوي وخطة واضحة لتغيير الساحة السياسية، بالإضافة إلى كسب ثقة الناخبين في جميع الولايات، وهو ما يتطلب وقتًا وجهودًا هائلة.
ماسك بين ريادة الأعمال والسياسة
يأتي هذا التحرك من ماسك في وقت تتصاعد فيه مشاركته في القضايا السياسية والاجتماعية، حيث لا يقتصر دوره على الابتكار وريادة الأعمال فحسب، بل بدأ يتناول موضوعات سياسية واجتماعية مثيرة للجدل.
ويستخدم ماسك منصته الواسعة على "إكس" للتأثير في النقاشات العامة وإثارة الأفكار الجديدة، مما يجعله لاعبًا مؤثرًا في المشهد السياسي الأمريكي.
وتعكس دعوة إيلون ماسك لتأسيس حزب سياسي جديد رغبة متزايدة بين شرائح واسعة من الأمريكيين في إيجاد بدائل وسطية بعيدًا عن الاستقطاب الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين.
ورغم أن الطريق أمام هذه الفكرة يبدو معقدًا ومليئًا بالتحديات، إلا أن الدعم الكبير من الجمهور قد يشكل بداية مرحلة جديدة في السياسة الأمريكية. يبقى السؤال: هل يستطيع ماسك وحركته السياسية الناشئة أن يغيرا قواعد اللعبة؟