عاجل

مراكز الإصلاح تحتفل بعيد الأضحى وسط أجواء إنسانية وروحانية فريدة

النزلاء في مركز الإصلاح
النزلاء في مركز الإصلاح

في مشهد يحمل أبعادًا إنسانية وروحانية، شهدت مراكز الإصلاح والتأهيل بمختلف المحافظات المصرية أجواءً مميزة خلال عيد الأضحى المبارك، حيث امتزجت تكبيرات العيد بفرحة النزلاء، وسط حرص وزارة الداخلية على إقامة صلاة العيد داخل المراكز، بالتزامن مع إقامتها في المساجد العامة.

ويأتي ذلك في إطار تنفيذ السياسة العقابية الحديثة التي تتبناها الدولة، والتي توازن بين البعد الأمني والجانب الإنساني، لتجعل من هذه المراكز بيئة إصلاحية حقيقية تساعد النزلاء على إعادة الاندماج في المجتمع.

مشاركة رمزية تعكس وحدة المصريين

شهدت صلاة عيد الأضحى حضورًا لافتًا من قيادات قطاع الحماية المجتمعية، إلى جانب عدد من شيوخ الأزهر الشريف، الذين قدموا خطبة العيد داخل المراكز، وشددوا فيها على قيم التسامح والتوبة وبدء صفحة جديدة.

كما كان لافتًا مشاركة رجال الدين المسيحي، الذين حرصوا على تقديم التهاني للنزلاء ومشاركتهم فرحتهم، في مشهد إنساني عكس وحدة الشعب المصري وتماسك نسيجه الوطني، بغض النظر عن خلفياته الدينية أو الاجتماعية.

النزلاء .. نعيش تحولًا حقيقيًا 

خلال الاحتفالات، عبّر عدد من النزلاء عن امتنانهم للجهود المبذولة لتحسين أوضاعهم داخل مراكز الإصلاح، مؤكدين أن ما يعيشونه اليوم هو تحول جذري في مفهوم السجون، التي لم تعد مكانًا للعقوبة فقط، بل أصبحت مراكز تأهيل متكاملة تقدم خدمات في التعليم، والتدريب المهني، والدعم النفسي والديني.

وأكد أحد النزلاء أن هذه البيئة الإصلاحية ساعدته على اكتشاف ذاته والتخطيط لمستقبل أفضل بعد انقضاء فترة العقوبة، قائلًا: "العيد هنا له طعم مختلف.. نشعر بأننا لم نُنسَ".

فرحة مضاعفة 

بمناسبة عيد الأضحى، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي القرار الجمهوري رقم 262 لسنة 2025، بالعفو عن 2215 نزيلًا من المحكوم عليهم، بعد مراجعة دقيقة من اللجان المختصة التابعة لقطاع الحماية المجتمعية.

وقد شهدت ساحات المراكز مشاهد مؤثرة أثناء وداع المفرج عنهم، الذين التحموا بذويهم في لحظات مليئة بالدموع والفرح، حيث عبّر الأهالي عن شكرهم العميق للرئيس على هذه اللفتة الإنسانية، مؤكدين أن قرار العفو أدخل على قلوبهم فرحتين: فرحة العيد، وفرحة اللقاء بعد فراق.

الإصلاح غيّر سلوك أبنائنا 

لم تقتصر مشاعر الامتنان على النزلاء فقط، بل عبّر الأهالي أيضًا عن ارتياحهم للتغيرات الإيجابية التي طرأت على سلوك أبنائهم خلال فترة وجودهم داخل مراكز الإصلاح، مشيدين بالمنظومة الجديدة التي ساعدت في تهذيب النفوس وإعادة بناء الشخصية.

وقالت والدة أحد المفرج عنهم: "ابني خرج شخصًا جديدًا.. أكثر هدوءًا ووعيًا.. نحن ممتنون لكل من ساعد في هذا التغيير"، وهو ما يعكس أثر برامج التأهيل على النزلاء، ويؤكد نجاح وزارة الداخلية في تطوير نهجها العقابي.

النزلاء في مركز الإصلاح 
النزلاء في مركز الإصلاح 

أمل في بداية جديدة

تعكس هذه الأجواء الروحانية والإنسانية داخل مراكز الإصلاح بمناسبة عيد الأضحى، مدى نجاح السياسات الجديدة في تحويل السجون إلى بيئات آمنة وفاعلة في تأهيل الأفراد، وإعادة دمجهم في المجتمع.

ففي ظل هذه النقلة النوعية، لم يعد العيد داخل أسوار الإصلاح مناسبة رمزية فقط، بل أصبح فرصة حقيقية للتغيير والبداية من جديد، تفتح أمام النزلاء طريقًا جديدًا نحو الحرية والإصلاح.

تم نسخ الرابط