أونروا: الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة منذ بداية الحرب

أطلق فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن القيود الإعلامية المفروضة على تغطية الحرب الدائرة في قطاع غزة، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع بشكل كامل دخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع منذ اندلاع الحرب، وهو ما وصفه بأنه سابقة خطيرة في تاريخ الصراعات الحديثة.
تصريحات لازاريني جاءت عبر نبأ عاجل بثته قناة "القاهرة الإخبارية"، سلطت فيه الضوء على الوضع الإعلامي والإنساني في غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة للشهر الثامن على التوالي.
حظر الصحافة الدولية
أوضح لازاريني أن حرمان الصحافة الدولية من الوصول إلى غزة يمنع العالم من رؤية ما يحدث فعليًا على الأرض، ويحول دون توثيق الانتهاكات بحق المدنيين والبنية التحتية. وأشار إلى أن هذا الحظر يتناقض مع الأعراف الدولية التي تضمن حرية الإعلام في مناطق النزاعات، ويشكل تهديدًا مباشرًا لمبدأ الشفافية والمساءلة.
وأكد لازاريني أن هذا التصرف غير مسبوق حتى في أكثر الحروب دموية في التاريخ الحديث، حيث كانت التغطية الإعلامية دائمًا متاحة بدرجات متفاوتة، لكن ما يحدث في غزة يُعدّ تعتيماً إعلاميًا كاملاً.
الأونروا تطالب المجتمع الدولي بالتدخل
طالب المفوض العام للأونروا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية بحرية الصحافة باتخاذ موقف واضح من هذه الممارسات، والعمل على الضغط على إسرائيل للسماح بدخول الصحفيين الدوليين فورًا، لتوثيق الوضع الإنساني المتدهور والانتهاكات اليومية بحق السكان المحاصرين في القطاع.
كما شدد لازاريني على أهمية أن تكون الحقيقة حاضرة في أي صراع، مشيرًا إلى أن التعتيم الإعلامي يؤدي إلى تضليل المجتمع الدولي حول حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة
غزة في عزلة إعلامية
يطرح الحظر المفروض على التغطية الإعلامية تساؤلات عديدة حول ما تحاول إسرائيل إخفاءه عن الرأي العام العالمي. ففي الوقت الذي تتحدث فيه التقارير عن أرقام مهولة من الضحايا المدنيين، وانهيار كامل للخدمات الصحية والتعليمية، فإن منع وسائل الإعلام من الدخول يعمّق الشكوك بشأن وقوع جرائم حرب أو انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
ويحذر مراقبون من أن هذا الحصار الإعلامي، بالإضافة إلى الحصار الجغرافي والاقتصادي المفروض على القطاع، يهدف إلى إقصاء غزة من المشهد العالمي، وجعل معاناة سكانها تغيب عن الذاكرة السياسية الدولية.
مسؤولية الإعلام العالمي أمام التعتيم
في ظل هذه التطورات، تتزايد مسؤولية الإعلام العالمي في البحث عن طرق بديلة لتغطية الوضع في غزة، من خلال التواصل مع منظمات الإغاثة المحلية وشهادات المدنيين وفرق الإنقاذ داخل القطاع، لضمان استمرار نقل الحقيقة، رغم الحصار المفروض.
ويعد هذا التعتيم الإعلامي محاولة واضحة لطمس آثار العدوان، وهو ما يتطلب من جميع الجهات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، رفع الصوت عاليًا ضد محاولات إسكات الحقيقة، ودعم الجهود الدولية لفتح القطاع أمام وسائل الإعلام في أقرب وقت ممكن.

غزة تحت القصف
بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية على غزة، يبقى القطاع محاصرًا وممنوعًا من إيصال صوته للعالم. وفي ظل هذه العزلة، تحذر الأونروا من كارثة إنسانية وإعلامية متكاملة الأركان، تتطلب تحركًا عاجلًا، لأن منع الحقيقة هو في حد ذاته جريمة.