العيد في الضفة الغربية.. غياب للفرحة وحضور للحزن بسبب العدوان الإسرائيلي

في مشهد بات متكرراً في السنوات الأخيرة ، يأتي عيد الأضحى المبارك 2025 على سكان الضفة الغربية مثقلاً بالحزن، تغيب فيه مظاهر الفرح وتحل محلها مآسي الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل اعتداءاته ضد الفلسطينيين دون توقف ، ليصبح العيد في فلسطين جرحاً مفتوحاً لا تندمل آثاره.
الضفة الغربية حزينة
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" ، تقريرًا مؤثرًا بعنوان "لا احتفال بعيد الأضحى.. الضفة الغربية حزينة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي"، سلط الضوء على الأوضاع القاتمة التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة في الضفة الغربية، حيث غابت أجواء العيد عن الشوارع والأسواق، وخلت الساحات من الأطفال والباعة ، فيما سكنت الكآبة ملامح الأهالي.
قال التقرير ، "يمر العيد تلو العيد، ولا تزال الضفة الغربية تنزف، قلبها ينبض بالألم، وفرحتها مغتصبة ، والأسواق التي كانت تضج بالحياة قبيل العيد أصبحت شبه فارغة ، لا يشتري الناس إلا ما يسد الرمق، بعد أن بات الفرح رفاهية لا يقدر عليها الكثيرون".
ارتفاع الأسعار .. والأضاحي حلم بعيد المنال
من أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطن الفلسطيني هذا العيد، هي الارتفاع الجنوني في الأسعار، لا سيما أسعار اللحوم والأضاحي، التي أصبحت خارج قدرة الآلاف من الأسر، في ظل تأخر صرف الرواتب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
قال أحد المواطنين في التقرير: "الوضع الاقتصادي صعب جداً، ولا توجد أموال لشراء اللحوم أو الأضاحي، الناس بالكاد تستطيع تأمين قوت يومها".
وأكدت مواطنة أخرى: "كيف نفرح في العيد، وإخواننا في غزة يُقتلون كل يوم؟ لا عيد في ظل هذه المجازر اليومية".
الاحتلال يحاصر الاقتصاد والمشاعر
لم يتوقف العدوان الإسرائيلي عند القصف والاعتداءات، بل امتد إلى خنق الحياة الاقتصادية في الضفة، حيث تفرض قوات الاحتلال قيودًا مشددة على الحركة، وتغلق المعابر وتعرقل التجارة، ما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية بشكل حاد.
هذا الوضع أدى إلى عزوف كثير من الأسر عن تجهيزات العيد التقليدية، إذ لم يعد شراء الملابس الجديدة أو إعداد الحلوى أولوية، بل أصبح التفكير في البقاء على قيد الحياة هو الهم الأول.
صمت دولي .. ومطالبات بإنهاء العدوان
في ظل التجاهل الدولي المتواصل لمعاناة الشعب الفلسطيني، تتزايد أصوات الغضب محليًا وعربيًا، مطالبة بضرورة التحرك الجاد لوضع حد للعدوان الإسرائيلي ووقف الممارسات القمعية في الضفة الغربية وغزة.
ويؤكد الفلسطينيون أن الاحتلال سرق فرحة العيد من قلوبهم، وحول كل مناسبة دينية أو وطنية إلى يوم آخر من الحداد والدموع.
غزة الحاضرة .. في قلوب أهالي الضفة
لم تغب غزة عن مشاعر الفلسطينيين في الضفة الغربية، فقد كانت أحداث العدوان الدموي المتواصل هناك حاضرة في وجدان الجميع.
قالت إحدى المواطنات، ودموعها في عينيها: "أهلنا في غزة يُبادون، فكيف نحتفل؟ كيف نلبس جديدًا وهناك من لا يجد مأوى أو طعامًا؟".

ختام: عيد الأضحى .. غصة في الحلق
رغم قسوة الظروف، يتمسك الفلسطينيون بالأمل، ويؤمنون أن الفرج آتٍ لا محالة، وأن عيد الأضحى سيعود يوماً حاملاً الفرح الحقيقي بعد زوال الاحتلال.
لكن حتى ذلك الحين، يبقى العيد في الضفة الغربية جريحًا، صامتًا، تكسوه دموع الحزن والمقاومة، عنوانه الوحيد: "لا فرحة تحت القصف... ولا عيد في ظل الاحتلال".