الرجل الأكثر نفوذًا في مواجهة الأغنى.. أدوات ترامب وماسك لإلحاق الأذي ببعضهم

شهدت الساحة السياسية الأميركية مؤخراً خلافاً حاداً بين الرئيس السابق دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك، ما أدى إلى إنهيار تحالف القوة والمال.
وإذا ما لم يتم احتواء التصعيد، استمر هذا التوتر، فقد يشهد العالم عداوة بين رئيس أقوى دولة في العالم “ترامب” وأثرى رجل في العالم “ماسك”، قد يستخدم فيها الاثنين وسائل عديدة للالحاق الأذي ببعضهم، سواء عبر النفوذ المالي أو السياسي أو الإعلامي.
ما الذي يمكن أن يفعله ماسك؟
وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن ماسك يمكنه توظيف ثروته الهائلة ضد ترمب وحلفائه الجمهورين.
فبعد إنفاق ماسك أكثر من 250 مليون دولار في دعم ترمب وحزبه الجمهوري في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، يُتوقع - إذا استمر الخلاف - أن يمتنع ماسك عن دفع الـ100 مليون المتبقية من تعهده المالي.
كما يمكنه ضخ تمويلات ضخمة لدعم حملات مناهضة للجمهوريين، خاصة بعد وصفه لمشروع ترمب الضريبي بأنه “شر مقيت” من شأنه تعميق العجز الفيدرالي.
فيما لوّح ماسك على منصة “إكس” بإمكانية تأسيس حزب سياسي جديد يمثل الأغلبية الصامتة من الطبقة الوسطى الأميركية، لكي يحاول الجمع بين السلطة والثروة في يده، وهو أمر خطير، لا سيما وأن استطلاع أجراه ماسك على إكس للقيام بهذه الخطوة نال تأييداً كبيراً، إذ صوت أكثر من 80٪ من نحو مليوني مشارك بـ”نعم”.
وأيضًا يمكن لمسك توجيه الضربات لترامب عن طريق فتح فتح أبواب الفضائح والملفات السرية.
وقد لجأ ماسك بالفعل لهذه الخطوة، إذ زعم أن اسم ترمب وارد في ملفات رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، قائلاً: “آن الأوان للمفاجأة الكبرى… اسم ترمب موجود في ملفات إبستين، ولهذا لم تُنشر بعد".
وهو ما أثار ضجة كبيرة، بينما سارع الديمقراطيون في الكونغرس لاستغلاله سياسياً.
فيما يستطيع ماسك أيضًا استخدام نفوذ شركاته للإضرار بالإدارة، وهو أمر لوح به حين أعلن عن احتمالية سحب مركبة “دراغون” الفضائية التابعة لشركة “سبيس إكس” من الخدمة، ما قد يعرقل بشدة برامج وكالة ناسا لنقل الرواد والإمدادات.
ما الذي يمكن أن يفعله دونالد ترمب؟
على الجانب الأخر، فإن ترامب يمتلك عدة أدوات يمكن أن يوظفها لأذيه ماسك، منها ما اقترحه ستيف بانون، حليفه البارز، أن تقوم الإدارة الأميركية بـ”مصادرة سبيس إكس” بأمر تنفيذي، فضلًا عن إلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك.
وتجدر الإشارة إلى أن شركات ماسك حصلت العام الماضي على ما يقرب من 3 مليارات دولار من خلال حوالي 100 عقد مع 17 وكالة حكومية.
يمكن لترامب أيضًا أن يفتح ملفات الهجرة والمخدرات، إذ طالب ستيف بانون بفتح تحقيق رسمي في وضع ماسك كمهاجر، مدعياً - من دون أدلة - أنه “أجنبي غير شرعي” ويجب ترحيله، كما طالب بالتحقيق في تعاطي ماسك للمخدرات، وكذلك في محاولاته المزعومة للحصول على معلومات عسكرية سرية تتعلق بالصين.
إلي ذلك، في يد ترمب إلغاء التصريح الأمني الذي يُتيح لماسك الاطلاع على معلومات سرية، وهو ما سيعطّل قدرته على تنفيذ عقود حكومية حساسة، خاصة مع “ناسا” ووزارة الدفاع.
كما يملك الرئيس الأميركي سلطات تنفيذية واسعة، يمكن استخدامها لتوجيه الوكالات الفيدرالية مثل وزارة العدل لفتح تحقيقات رسمية ضد ماسك، أو توقيع أوامر تنفيذية تستهدف شركاته ومصالحه الاقتصادية.