عاجل

مفتي الجمهورية في رسالة مؤثرة: لا تجعلوا الخلافات عبئًا على قلوب الأطفال

الدكتور نظير عياد
الدكتور نظير عياد

وجّه الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رسالة إنسانية بالغة التأثير إلى المسلمين بمناسبة الأيام المباركة، دعا فيها إلى إحياء معاني الرحمة والتكافل، والتأمل في حال الأطفال الذين يعانون من آثار الطلاق أو اليُتم، وكذلك المحتاجين الذين طحنتهم الحاجة وأثقلهم الفقر، جاءت كلماته محمّلة بروح الشريعة، ومفعمة بنداء أخلاقي واجتماعي يلامس كل ضمير حيّ.

لا تنسوا الأطفال في الخصومات

في رسالته التي بثتها قناة الناس، دعا مفتي الجمهورية إلى الالتفات لحال الأطفال الذين قد يعيشون مأساة غياب أحد الأبوين نتيجة الطلاق، أو يُحرمون من مشاعر الأمان والاستقرار بسبب النزاعات الأسرية، قائلاً: "أيها الإخوة الكرام، في هذه الأيام المباركة، لا تنسوا أطفالنا الذين فقدوا مَن كان يهديهم الفرح، أو الذين تفرقت بهم دروب الحياة بين أب وأم فرّق بينهما الخصام أو الطلاق".

وشدد على أن النفقة على الأبناء لا تسقط بالطلاق، وأن السؤال عنهم والاهتمام بهم واجب شرعي وأخلاقي لا يعفي منه غياب أو خصام.

الرحمة بالصغار 

أكّد المفتي أن الأطفال لا يجب أن يُحمّلوا نتائج لا يد لهم فيها، مشيرًا إلى أن:"خلافات الكبار يجب ألا تُسقط بلاءها على أرواح الأبرياء من الصغار"، داعيًا الأهل إلى العدل في العطاء، والرفق في التعامل، والحرص على الاستقرار النفسي للصغار، لأن قلوبهم الغضة تتأذى بسرعة، وقد تظل الجراح مفتوحة مدى الحياة إذا لم تجد من يواسيها بحنان ومسؤولية.

المحتاجون .. في صدارة أولويات الرحمة

وتوسّع المفتي في دعوته لتشمل الفقراء والمستحقين الذين يعيشون في صمت، مستترين خلف ستار العفة، فقال: "انتبهوا لأولئك الذين أثقلهم الفقر وغلبتهم الحاجة، وسترهم التعفف عن السؤال؛ فإن بهجة العيد لا تكتمل إلا إذا وجد المحرومون في كرم إخوانهم ما يغنيهم عن ذلّ السؤال ويقيهم شعور الخذلان".

إنها دعوة واضحة لأن يشعر الناس ببعضهم في أيام العيد، وأن تكون الفرحة مشتركة، لا تقتصر على المقتدرين فقط، بل تمتد إلى البيوت التي أنهكها الغلاء والحرمان.

الشريعة تسمح بالتصدق 

وأوضح مفتي الجمهورية جانبًا فقهيًا مهمًا، حيث أشار إلى مرونة الشريعة الإسلامية واتساعها لمراعاة حاجات الناس، مبينًا أنه: "يجوز التصدق بكامل الأضحية إذا كثر المحتاجون واشتدت الحاجة، في ضوء مقاصد الإسلام التي تقدم مصلحة المحتاجين وتخفيف معاناتهم".

وهذا التوجيه يعكس البُعد الاجتماعي العميق للعبادات في الإسلام، حيث لا تنفصل الطقوس عن الواقع، ولا تُؤدى الشعائر بمعزل عن أحوال المجتمع.

دعوة للتكافل والتراحم

رسالة المفتي جاءت لتوقظ الضمير في زمن طغت فيه المظاهر، وقلّ فيه التراحم الحقيقي. لقد اختار مفتي الجمهورية التوقيت بعناية، ليؤكد أن العيد ليس فقط ملبسًا جديدًا أو طعامًا فخمًا، بل روح جماعية من العطاء والعدل والرحمة.

فالمجتمع الذي يرحم أطفاله، ويعطف على فقرائه، ويعدل في بيته، هو الذي يستحق بركات هذه الأيام المباركة.

الدكتور نظير عياد
الدكتور نظير عياد

ارحموا ليُرحمكم الله

في ختام كلماته، اختصر الدكتور نظير عياد الرسالة كلها بنداء واضح: "ارحموا قلوبًا لا ذنب لها، وكونوا عونًا للمحرومين، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وكونوا رحماء يرحمكم الرحمن".

بهذا، يؤكد المفتي أن العبادة لا تكتمل إلا بالتراحم، والعيد لا يزدان إلا بالعطاء، والدين لا يُفهم إلا من خلال الرحمة.

تم نسخ الرابط