كيف رأت حماس وخبراء عسكريين مخرجات القمة العربية بشأن غزة؟ | خاص

وسط حالة ترقب عالمي كشف البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت بالقاهرة الثلاثاء، عن مخرجاتها التي أسفرت عن اعتماد الخطة المصرية لحلحلة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك إنهاء الحرب في غزة وإعادة الإعمار.
البيان الختامي للقمة التي حضرها عدد من القادة العرب أو مندوبين عنهم، أكد على أن السلام هو الخيار العربي الاستراتيجي القائم على رؤية حل الدولتين.
وفي ما يخص المقترح الأمريكي لتهجير الفلسطينيين من غزة، شدد البيان على إمكانية إيجاد ما وصفه بـ"البديل الواقعي" للتهجير، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار الذي يواجه تحديات كبيرة أولوية عربية.
وفي متن البيان، دعا القادة العرب مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات حفظ سلام دولية في غزة والضفة الغربية، موضحا أن هناك تنسيق في إطار اللجنة العربية الإسلامية لشرح الخطة للمجتمع الدولي.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى أن القمة الطارئة التي عُقدت بالقاهرة، جاءت في إطار التأكيد على الرفض العربي لتهجير الشعب الفلسطيني.
وأكد أن القادة الحاضرين، توافقوا على اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة وفق مراحل محددة، مبينا أن الخطة العربية ترسم مسارا لسياق سياسي وأمني جديد في القطاع، كما أنها تتمتع بالمرونة وقابلة للتطوير وفق المستجدات.
وبحسب أبو الغيط، تدعو الخطة العربية إلى تشكيل لجنة "تكنوقراط" من ذوي الكفاءات لإدارة غزة لمدة 6 أشهر تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
تعليق حماس على الخطة العربية
رحبت حركة حماس بانعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، معتبرة أنها خطوة متقدمة في تعزيز التضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية.
وأشادت الحركة بالمواقف التي عبر عنها القادة العرب، خاصة رفضهم للمخططات الإسرائيلية والأمريكية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو فرض مشاريع التوطين والضم.
ورغم هذا الترحيب، فإن الحركة لم تعلن موقفها النهائي من مخرجات القمة بشكل فوري، حيث أكد القيادي محمود مرداوي أن حماس ستجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية قبل اتخاذ موقف نهائي، خاصة بشأن مقترح نشر قوات دولية في غزة والضفة الغربية.
وأكد مرداوي لـ نيوز رووم أن الحركة راضية بشكل عام عن نتائج القمة، معتبرًا أنها أظهرت دعمًا واضحًا للشعب الفلسطيني، مضيفا أن حماس تبدي مرونة للوصول إلى تفاهمات تخفف معاناة الفلسطينيين، مشددًا على تقدير الحركة للموقف العربي الرافض لتهجير الفلسطينيين أو طمس قضيتهم، ومؤكدًا أن النكبة لن تتكرر.
كما أعرب عن ترحيب حماس بخطة إعادة إعمار غزة، داعيًا إلى توفير كل مقومات نجاحها، وأشاد بالجهود المصرية لعقد مؤتمر دولي لدعم الإعمار. وأكد دعم الحركة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة جهود الإغاثة وإعادة البناء.
وأشار مرداوي إلى أن دعوة القمة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تمثل ضغطًا سياسيًا على الاحتلال الإسرائيلي، مؤيدًا مقاطعة إسرائيل تجاريًا وسياسيًا باعتبارها خطوة تعزز عزلتها.
ووصف القيادي في الحركة مخرجات القمة بأنها خطوة مهمة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، داعيًا الدول العربية إلى استمرار دعم صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، مشددًا على استمرار المقاومة حتى تحقيق الدولة الفلسطينية.
من جانبه، رأى العميد الركن المتقاعد سعيد القزح، المحلل العسكري، أن القمة العربية الطارئة في القاهرة جاءت لتوحيد الموقف العربي ودعم الخطة المصرية، التي لا تقتصر على إعادة إعمار غزة، بل تشمل أيضًا حلاً سياسيًا وأمنيًا لمستقبل القطاع.
وأوضح أن القمة أقرّت تشكيل لجنة لإدارة غزة لمدة ستة أشهر تحت إشراف السلطة الفلسطينية، مع رفض تهجير السكان، وتقسيم عملية الإعمار إلى مرحلتين تشمل إحداهما بناء مطار جديد.
كما تضمنت الخطة إعادة تشكيل الشرطة الفلسطينية بتدريب مصري وأردني، على أن تكون تبعيتها الكاملة للسلطة الفلسطينية، وهو ما اعتبره القزح أمرًا جوهريًا لضمان الاستقرار ومنع تجدد القتال.
وأشار إلى أن الالتزام بتنفيذ مخرجات القمة سيمنح الدول العربية موقفًا تفاوضيًا أقوى أمام الإدارة الأمريكية، مما يتيح فرصة لطرح رؤية عربية موحدة.
واعتبر أن تجاوب الفصائل الفلسطينية مع هذه المخرجات سيدعم التحرك العربي، الذي ستتولى السعودية تسويقه دوليًا، خاصة في واشنطن.
وأكد القزح أن فرض السلطة الفلسطينية سيطرتها على غزة ودمج عناصر الفصائل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، يشكل خطوة رئيسية نحو فرض القبول بحل الدولتين، حتى وإن تطلب ذلك ضغوطًا على الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في حال حدوث تغييرات في الحكومة الإسرائيلية.