بعد الإفاضة من عرفات| المشعر الحرام بمزدلفة.. أسراره وحكم المبيت به

يتوجه حجاج بيت الله إلى المشعر الحرام بمزدلفة بعد الانتهاء من الوقوف بعرفات في يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة)، فما هي معالمه وحكم المبيت بالمزدلفة.
مسجد المشعر الحرام بمزدلفة
أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد اكتمال جاهزية مسجد المشعر الحرام بمزدلفة لاستقبال ضيوف الرحمن بعد إفاضتهم من مشعر عرفات، لأداء صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وذلك ضمن الاستعدادات الشاملة لموسم حج هذا العام 1446هـ.
وأنهت الوزارة مؤخرًا جميع أعمال الصيانة والتأهيل للمسجد، التي شملت تطوير أنظمة الصوت، وتحسين أداء مكبرات الصوت، وتركيب كاميرات مراقبة حديثة، وتحديث اللوحات الإرشادية، وأبواب الطوارئ والمداخل، بما يضمن سلامة الحجاج وراحتهم.
وفي إطار رفع كفاءة المسجد وتعزيز جاهزيته، تم مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمصلى النساء بنسبة 100%، بما يلبي الحاجة المتزايدة ويعزز من جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وفُرش المسجد بالكامل، بمساحة إجمالية تُقدّر بـ(3500) متر مربع، وجُهز بـ(9) بوابات رئيسية، و(4) بوابات فرعية، و(8) أبواب طوارئ, لضمان الانسيابية في الدخول والخروج.
ويُعد مسجد المشعر الحرام من أبرز معالم المشاعر المقدسة، ويشكّل محطة مركزية ومشهدًا مهيبًا للحجاج خلال مبيتهم في مزدلفة، ويرتبط بشعيرة عظيمة من شعائر الحج التي يتقرّب بها المسلمون إلى الله عز وجل.
ذكر المشعر الحرام في القرآن
ورد ذكر المشعر الحرام في قوله تعالى: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)».
حكم المبيت بمزدلفة
مبيت الحاج بالمزدلفة مشروعٌ على جهة كونه سُنَّةً في حقه إذا كان ذلك مُناسبًا حاله واستطاعته وتنظيم فَوْجِهِ، ولا فدية عليه في تركه، خصوصًا إذا كان صاحب عذرٍ في ذلك، ولا حرج عليه.
ويحصل المبيت بالمزدلفة بالمكث فيها مدةً تزيد على قدر حط الرحال وصلاة المغرب والعشاء وتناول شيء فيها من الأكل أو الشرب في أيِّ وقت من الليل دون التقيُّد بمجاوزة نصفه.
برنامج إثرائي لتقديم الإهداءات الدينية لضيوف الرحمن في المسجد النبوي
في إطار خطتها التشغيلية لموسم الحج، نفذت الوكالة المساعدة للشؤون الإثرائية والتطوعية بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي برنامجًا إثرائيًا نوعيًا ضمن مبادرة حفاوة، وذلك بهدف تقديم الإهداءات الدينية لضيوف الرحمن وإثراء تجربتهم الإيمانية خلال زيارتهم للمسجد النبوي.
وتضمّنت الإهداءات توزيع كتب علمية نافعة، حرصت الوكالة على اختيارها بعناية لتكون زادًا معرفيًا قيّمًا يرافق الحجاج في رحلتهم الإيمانية. كما شملت الإهداءات تقديم تمر العجوة، الذي يُعد من الهدايا الرمزية المرتبطة بالمدينة المنورة.
وتسعى هذه المبادرة إلى تعزيز أثر الزيارة الدينية، وربط الحجاج بالمحتوى العلمي والروحي المتصل بالمسجد النبوي، ضمن منظومة متكاملة من البرامج والخدمات التي تقدمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لضيوف الرحمن في موسم الحج لهذا العام.