دراسة: ترتيب مكونات وجبتك قد يكون مفتاحًا لضبط السكر وكبح الجوع

في كشف علمي جديد قد يُحدث تحولًا في العادات الغذائية اليومية، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية أن طريقة ترتيب مكونات الطعام على الطبق يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في التحكم بمستويات السكر في الدم، وبالتالي تقليل الشعور بالجوع والمساعدة في إدارة الوزن.
طريقة بسيطة بنتائج كبيرة
ووفقًا لما نشره الباحثون، فإن البدء بتناول الأطعمة الغنية بالألياف أو البروتين قبل الكربوهيدرات مثل الأرز أو الخبز، يمكن أن يُقلل بشكل ملحوظ من ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبة، وهي ظاهرة ترتبط بزيادة الوزن وظهور مقاومة الإنسولين التي تُمهّد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تفاصيل التجربة العلمية
شملت الدراسة 55 متطوعًا، كان من بينهم عدد يعانون من "مقدمات السكري"، وهي حالة يتسم فيها الجسم بارتفاع معتدل في مستويات الجلوكوز، دون أن تصل إلى مستويات الإصابة الفعلية بالسكري.
ارتدى المشاركون أجهزة لقياس الجلوكوز بشكل مستمر، وتناولوا جميعًا وجبة متماثلة تعتمد على الأرز الأبيض، لكن بعد استهلاكهم أحد ثلاثة عناصر قبل الوجبة بـ10 دقائق:
- مكمل ألياف غذائية.
- بياض بيض مسلوق (بروتين).
- كريم فريش غني بالدهون.
أظهرت النتائج أن تناول الألياف أو البروتين قبل الأرز ساعد في خفض الذروة السكرية بعد الوجبة، أي التقليل من الارتفاع الحاد في مستوى الجلوكوز. أما الدهون، فلم تُحدث فارقًا في نسبة السكر، لكنها أخّرت توقيت الذروة فقط.
يشير هذا إلى أهمية ترتيب تناول الطعام، بحيث تُستهلك المكونات الأكثر فائدة في ضبط السكر مثل الخضروات أو البروتينات في البداية، ثم تُترك الكربوهيدرات للنهاية.
تنظيم الجوع والتحكم في الشهية
تقلّبات السكر الحادة بعد تناول الكربوهيدرات قد تحفّز الجوع بشكل سريع، مما يدفع البعض للإفراط في تناول الطعام خلال اليوم. وبالتالي، فإن ترتيب مكونات الوجبة بشكل سليم يمكن أن يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، ويمنع التناول الزائد الذي يؤدي إلى زيادة الوزن.
رأي الباحثين: أعد النظر في ترتيب وجبتك
علّق البروفيسور مايكل سنايدر، المشرف على الدراسة، بقوله: "من الأفضل تأخير الكربوهيدرات إلى نهاية الوجبة، سواء بدأت بالبروتين أو الألياف أو الدهون. ببساطة، تناول السلطة أو قطعة لحم قبل البطاطس المقلية قد يكون أفضل لصحة السكر في الجسم".
لكن الباحثين لاحظوا أن الأشخاص الذين يعانون من حالة "ما قبل السكري" كانت استجابتهم أقل وضوحًا، مما يدل على أن الاستجابات الفردية تختلف، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات لفهم التباين بين الأشخاص بشكل أعمق.
الكربوهيدرات: سلاح ذو حدّين
الكربوهيدرات تُعد مصدرًا مهمًا للطاقة، لكنها تتحوّل بسرعة إلى سكر في الدم. وتنصح هيئة الصحة البريطانية (NHS) بأن تشكل الكربوهيدرات نحو ثلث النظام الغذائي اليومي، مع التأكيد على اختيار الأصناف الكاملة مثل:
- الخبز الأسمر.
- الأرز البني.
- البطاطا بقشرتها.
وذلك لأن هذه الخيارات تحتوي على ألياف طبيعية تُبطئ امتصاص السكر، مما يمنح الجسم شعورًا بالشبع ويدعم استقرار مستويات الطاقة.
غيّر ترتيب طعامك... لا نوعيته فقط
هذه الدراسة البسيطة في فكرتها والعميقة في تأثيرها، تؤكد أن تحسين الصحة لا يتطلّب دائمًا تغييرًا جذريًا في النظام الغذائي، بل يمكن أن يبدأ بخطوة بسيطة مثل إعادة ترتيب مكونات الوجبة. سواء كنت تسعى لخسارة الوزن، أو لتفادي تقلبات السكر، أو فقط لتحسين عاداتك الغذائية، فإن هذه النصيحة قد تكون مفتاحًا فعّالًا لنتائج طويلة المدى.