دراسة جديدة تكشف عن وسيلة فعالة للوقاية من عودة سرطان القولون

أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل من احتمالية عودة سرطان القولون وتخفض من خطر الوفاة، في اكتشاف طبي قد يفتح الباب أمام اعتماد نمط حياة صحي كجزء من العلاج الوقائي لمرضى السرطان
الرياضة تقلل من فرص عودة السرطان
نشرت الدراسة في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن، وتتبعت حالة 889 شخصاً على مدار ثماني سنوات تقريباً، جميعهم كانوا مصابين بسرطان القولون في المرحلة الثالثة أو المرحلة الثانية ذات الخطورة العالية، وكان متوسط أعمارهم 61 عاماً
بعد الخضوع للعلاج الكيميائي، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى تلقت برنامجاً رياضياً منتظماً بإشراف مختص في النشاط البدني لمدة ثلاث سنوات، فيما حصلت المجموعة الأخرى على كتيب تعليمي يحتوي على نصائح عن التغذية والتمارين دون وجود متابعة شخصية
اختار أغلب المشاركين في البرنامج الرياضي المشي السريع لمدة 45 دقيقة أربع مرات في الأسبوع، وفق ما أوضحه قائد الدراسة الدكتور كريستوفر بوث
نتائج واعدة بنسبة شفاء أعلى
أظهرت النتائج أن خطر عودة سرطان القولون كان أقل بنسبة 28 في المئة لدى المجموعة التي مارست الرياضة مقارنة بالمجموعة الأخرى، كما بلغ معدل النجاة من المرض دون عودة خلال خمس سنوات 80.3 في المئة، مقابل 73.9 في المئة للمجموعة غير النشطة
الدراسة أشارت أيضاً إلى أن ممارسة الرياضة ساعدت في تقليل احتمالية الإصابة بأي نوع آخر من السرطان
نمط الحياة يؤثر على تطور المرض
أوضحت الدكتورة مونيشا سينغ، أخصائية الأورام في مستشفى هيوستن ميثوديست، أن الدراسة تعزز ما لاحظه الأطباء منذ زمن، وهو أن نمط الحياة يلعب دوراً كبيراً ليس فقط في تطور السرطان بل أيضاً في عودته، وأضافت أن هذا التدخل البسيط يمكن لأي شخص دمجه في حياته اليومية وله تأثير وقائي مهم
سينغ لفتت إلى أن المشي لا يقتصر تأثيره على الوقاية من السرطان، بل يسهم أيضاً في الحد من أمراض مزمنة أخرى مثل أمراض القلب والسكري
العوامل الوراثية وحدها لا تفسر الإصابة
رغم أن العامل الوراثي له تأثير في احتمالية الإصابة بسرطان القولون، فإن نمط الحياة يشكل عاملاً مهماً أيضاً، وتطرقت سينغ إلى مثال يوضح تغير نسب الإصابة بين سكان اليابان والمهاجرين منهم إلى الولايات المتحدة، حيث يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون في بيئة تتسم بنمط حياة خامل ونظام غذائي يحتوي على كميات كبيرة من اللحوم الحمراء وقليلاً من الألياف والفواكه والخضروات
وأضافت أن تناول الكمية الموصى بها من الألياف يومياً يساهم في الحفاظ على صحة القولون ويساعد الجسم على التخلص من السموم المسببة للسرطان
الفحص المبكر عنصر أساسي في الوقاية
بالإضافة إلى النشاط البدني، شددت الدراسة على أهمية الالتزام بإرشادات الفحص المبكر للكشف عن سرطان القولون، حيث توصي التوجيهات الطبية بإجراء أول تنظير للقولون عند سن 45، في حين يجب على من لديهم تاريخ عائلي أو أمراض معوية مزمنة أو أعراض مقلقة مثل نزيف المستقيم أو تغيرات مفاجئة في حركة الأمعاء أن يبدؤوا الفحص في وقت أبكر
وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين سبق إصابتهم بسرطان القولون عليهم مواصلة الفحوصات الدورية لتفادي عودة المرض
أسلوب حياة صحي للوقاية والنجاة
تقدم الدراسة دليلاً إضافياً على أن التمارين الرياضية ليست مجرد وسيلة لتعزيز الصحة العامة، بل أداة فعالة في الوقاية من سرطان القولون وزيادة فرص النجاة، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن وإجراء الفحوصات الوقائية بانتظام