الأضحية في الإسلام: شعيرة عظيمة ومعانٍ عميقة... كيف نختارها؟

الأضحية هي إحدى شعائر الإسلام العظيمة، وهي عبادة مالية يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى بذبح نوع معين من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) في أيام مخصوصة من عيد الأضحى المبارك، تحمل هذه الشعيرة في طياتها معاني دينية واجتماعية واقتصادية عميقة.
المعنى والغاية
الأضحية لغةً مشتقة من "الضحو" وهو أول النهار، وشرعاً: اسم لما يُذبح من بهيمة الأنعام في أيام عيد الأضحى تقرباً إلى الله تعالى. هي سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى وجوبها على القادر.
الغاية الأساسية من الأضحية هي:
- التقرب إلى الله تعالى: تعبير عن الشكر لنعم الله، والخضوع لأمره، والتضحية في سبيله.
- إحياء سنة الأنبياء: تذكير بقصة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، وكيف امتثلا لأمر الله بالتضحية.
- التوسعة على الفقراء والمساكين: الأضحية وسيلة لتوزيع اللحوم على المحتاجين، مما يعزز التكافل الاجتماعي والمحبة بين أفراد المجتمع.
- التعبير عن الفرح بالعيد: إظهار البهجة والسرور بقدوم عيد الأضحى، وتناول الطعام الطيب منه.
شروط الأضحية
لكي تكون الأضحية صحيحة ومقبولة شرعًا، يجب أن تتوفر فيها عدة شروط:
- نوع الأضحية: يجب أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي:
- الإبل: (الجمال والنوق)
- البقر: (البقر والجاموس)
- الغنم: (الضأن والماعز)
- السن الشرعي: يجب أن تبلغ الأضحية سناً معيناً، وهو:
- الجذع من الضأن: ما أتم ستة أشهر.
- الثني من الماعز: ما أتم سنة.
- الثني من البقر: ما أتم سنتين.
- الثني من الإبل: ما أتم خمس سنوات.
- السلامة من العيوب: يجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي تنقص من قيمتها أو من لحمها، مثل: العور البين، المرض البين، العرج البين، والكسر أو الهزال الشديد.
- وقت الذبح: يبدأ وقت الذبح بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، ويمتد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة)، أي أربعة أيام (يوم النحر وثلاثة أيام بعده).
تقسيم لحم الأضحية
من السنة تقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء متساوية تقريباً، وإن لم يكن ذلك فرضاً:
- ثلث للمضحِّي وأهله: للأكل والادخار.
- ثلث للأقارب والجيران: للإهداء إليهم.
- ثلث للفقراء والمساكين: للصدقة عليهم.
فضل الأضحية
الأضحية من أفضل القربات إلى الله في أيام العيد، ولها فضل عظيم وأجر كبير، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية شريفة تبين عظيم أجرها عند الله تعالى.