مستشارة الاتحاد الأوروبي تحذر من التوسع العسكري الروسي قرب فنلندا ودول البلطيق

أعربت الدكتورة كاميلا زاريتا، مستشارة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، عن قلق بالغ إزاء التحركات العسكرية الروسية المتزايدة قرب فنلندا ودول البلطيق، إضافة إلى التوسع الروسي في منطقة القطب الشمالي. ووصفت هذه الأنشطة بأنها "تحولات استراتيجية خطيرة" تتطلب رداً موحدًا من المجتمع الدولي.
في تصريحاتها للإعلامية داليا نجاتي عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أكدت زاريتا أن فنلندا، العضو الجديد في حلف الناتو، بحاجة إلى "دعم واضح وموحد" لمواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة.
الحضور العسكري الروسي
وقالت: "لا يمكن اعتبار الحضور العسكري الروسي في تلك المناطق مجرد تطور طبيعي، بل هو جزء من اتجاه استراتيجي يجب التعامل معه بجدية قصوى"، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري في هذه المناطق يعد بمثابة تحضير لمزيد من الاضطرابات الجيوسياسية.
وحذّرت مستشارة الاتحاد الأوروبي من تراجع الدور الأمريكي في بعض الملفات الأمنية، مؤكدة أن أوروبا بحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل أكبر لمواجهة تهديدات الحركات الروسية. وأضافت: "الوقت قد حان لثورة صناعية دفاعية يقودها الناتو، تشمل تحديث المنظومات العسكرية الجماعية وتفعيل الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية".
وفيما يتعلق بالتحولات الجيوسياسية في الحلف، أكدت "زاريتا" أن محاولات عزل الدول الأعضاء الجدد داخل الناتو ستؤثر سلبًا على الأمن الجماعي، مشيرة إلى أن "الناتو سيظل موحدًا في الدفاع عن جميع أعضائه، القدامى والجدد". كما أكدت أن أوكرانيا، رغم الأوضاع الراهنة، تظل مرشحة محتملة للانضمام إلى الحلف في المستقبل.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الاتحاد والتضامن داخل الحلف هما السبيل الوحيد للردع الفعّال في مواجهة التحديات الروسية المتصاعدة، مشيرة إلى أهمية تضافر الجهود بين الدول الأعضاء لضمان الاستقرار والأمن في أوروبا والمنطقة.
ملف دعم أوكرانيا بالسلاح
وفي وقت سابق، قالت الدكتورة كاميلا زاريتا، مستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو، إن السياسة الألمانية شهدت تحولًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، لا سيما في ملف دعم أوكرانيا بالسلاح، مما كان له تأثير مباشر على المشهد العسكري والسياسي في الصراع الجاري مع روسيا.
جاء ذلك خلال مداخلة لها في برنامج «مطروح للنقاش» الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري على قناة «القاهرة الإخبارية»، حيث وصفت "زاريتا" حالة التوتر والاحتقان التي تهيمن على العلاقات بين برلين وموسكو، مشيرة إلى التصريحات الروسية الأخيرة التي تعكس حالة من الغدر والاحتقان، خاصة ما قاله رئيس الوفد الروسي في وسط برلين بالقرب من تمثال الجندي الروسي.
وأوضحت أن ألمانيا، التي كانت في السابق تُعرف بموقف متوازن وأحيانًا تميل إلى موسكو، شهدت سياسة جديدة منذ تولي المستشار أولاف شولتس منصبه، حيث سمح في مايو الماضي لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الألمانية بشكل أوسع ودون قيود صارمة على مدى استخدامها.
الدعم الألماني
وأضافت "زاريتا" أن هذا الدعم الألماني عزز من قدرة أوكرانيا على الضغط عسكريًا على روسيا، خاصة في ظل استمرار المفاوضات، مشيرة إلى أن ألمانيا لم تكتف بالدعم الدفاعي فحسب، بل قدمت أيضًا معدات لتعزيز القدرات الهجومية الأوكرانية، ما دفع موسكو لإدانة هذه الخطوات واعتبارها تصعيدًا خطيرًا.