عاجل

روسيا ترفض التفاوض مع أوكرانيا في ظل العمليات التخريبية

روسيا
روسيا

في تحول دبلوماسي لافت، أكدت روسيا على ضرورة الحفاظ على قنوات الاتصال مع أوكرانيا رغم استمرار رفضها للجلوس مع القيادة الأوكرانية الحالية. تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف الأخيرة تشير إلى تغيير في الشكل، وإن بقي المضمون ثابتًا، لا سيما فيما يتعلق بإمكانية إجراء مفاوضات مع كييف.

وقال بوتين في تصريحاته الأخيرة: "النظام الأوكراني إرهابي، ولا يمكن التفاوض معه طالما استمرت العمليات التخريبية ضد قواتنا ومرافقنا الحيوية." وتابع أن أي محاولة من قبل أوكرانيا للبحث عن هدنة مؤقتة، لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 يومًا، تهدف فقط إلى إعادة التسلح والتعبئة، ولا يُمكن أن تؤدي إلى أي تقدم في العملية السياسية.

شروطًا صارمة للتفاوض

من جانبها، أعادت الدبلوماسية الروسية بقيادة لافروف التأكيد على أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال، وهو ما يُعد خطوة دبلوماسية اعتيادية من موسكو، التي ترغب في إبقاء الأبواب مفتوحة للحوار، رغم رفضها الجلوس مع حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي تصفها موسكو بـ"غير الشرعية".

وأضاف لافروف: "نحن لا نغلق الأبواب تمامًا أمام الحوار مع أوكرانيا، لكن ذلك يتطلب موافقة من الجانب الأوكراني على الشروط التي قدمناها في محادثات سابقة في إسطنبول، والتي تنطوي على تنازلات كبيرة وفقًا لرؤيتنا."

"معاهدة استسلام" 

وفي سياقٍ مشابه، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، أن زيلينسكي لن يُقبل طرفًا تفاوضيًا إلا إذا أُعيد انتخابه عبر انتخابات "شرعية"، وفقًا للرؤية الروسية. واعتبر مدفيديف أن الشروط التي طرحتها موسكو في محادثات إسطنبول تعتبر "معاهدة استسلام" من وجهة النظر الروسية، وهو ما يعكس تصلب الموقف الروسي في التفاوض.

رفض الوساطة الأمريكية

وفي رد على سؤال حول رفض موسكو لدور الوساطة الأمريكي في النزاع، أشار حسين مشيك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من موسكو، إلى أن روسيا لا ترفض الوساطة بشكل عام، لكنها ترى أن الولايات المتحدة طرف أصيل في الصراع. موسكو تشترط إبرام اتفاق شامل مع واشنطن بشأن النفوذ والمصالح الدولية قبل الخوض في أي تسوية جدية بشأن أوكرانيا.

وقال مشيك: "روسيا تعتبر أن أي محاولة للوساطة الأمريكية تكون غير محايدة، وتطالب بتفاهمات مع واشنطن أولاً حول المصالح الدولية، قبل أن تكون هناك أي مفاوضات جدية مع أوكرانيا."

الضربات الجوية 

ومن ناحية أخرى، قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إن للأبحاث، إن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا حاليًا في أوكرانيا، والتي تستهدف مناطق مثل سومي وأوديسا، لا يمكن اعتبارها الرد الروسي المباشر على الهجمات الأوكرانية الأخيرة، بل هي جزء من العمليات اليومية المستمرة.

وأوضح ملحم، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرد الروسي المتوقع سيأتي لاحقًا بعد استكمال التحضيرات العسكرية والاستخباراتية اللازمة، مشيرًا إلى أن العمل العسكري لا يتم بشكل ارتجالي، بل يتطلب تنسيقًا دقيقًا مع كبار قادة هيئة الأركان الروسية.

وأشار إلى أن موسكو تتعامل مع ملف الرد بجدية شديدة، خصوصًا بعد الهجمات الأوكرانية التي طالت مطارات وجسورًا داخل مقاطعتي بريانسك وكورسك، مضيفًا أن أحد أسباب الصمت الروسي المؤقت يعود إلى عملية كشف شبكة العملاء المتورطين في تلك الهجمات، مؤكدًا أن السلطات الروسية ألقت القبض على عدد كبير منهم بالفعل.

كما كشف ملحم عن معلومات مسرّبة تفيد بأن روسيا تمكنت من تحديد مواقع تصنيع الطائرات المسيّرة داخل أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات الاستخباراتية الدقيقة تم عرضها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيقرر توقيت وحجم الرد بناءً على اكتمال هذه المعطيات.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن اتخاذ القرار السياسي ليس العائق، بل الأهم هو توافر المعلومات الدقيقة والشاملة التي تضمن فعالية العملية العسكرية المقبلة.

تم نسخ الرابط