ترتيب مناسك الحج خطوة بخطوة من يوم التروية حتى طواف الوداع

تصدرت مناسك الحج مؤشرات البحث عبر جوجل خلال الساعات الأخيرة، بالتزامن مع بدء الحجيج في أداء الشعائر المباركة لعام 1446 هجريًا - 2025 ميلاديًا، حيث يوافق اليوم الأربعاء 8 ذو الحجة 1446، الموافق 4 يونيو 2025، يوم التروية الذي تنطلق فيه أفواج الحجاج إلى مشعر منى للمبيت والاستعداد ليوم عرفات، الركن الأعظم من أركان الحج، غدًا الخميس 9 ذو الحجة، الموافق 5 يونيو 2025.
في السطور التالية، نستعرض دليلًا شاملًا لمناسك الحج بالترتيب، بداية من يوم التروية وحتى طواف الوداع، مع توضيح أنواع الإحرام ومحظوراته، وكل ما يحتاج إليه الحاج لأداء الشعائر بشكل صحيح ومُرتب، دون أخطاء أو مفسدات.
الإحرام.. البداية الفعلية لمناسك الحج
تبدأ رحلة الحاج بالإحرام، وهو نية الدخول في النسك، ويكون من أحد المواقيت المكانية المخصصة حسب بلد الحاج. ويرتدي الرجال إزارًا ورداءً من غير المخيط، بينما ترتدي النساء ما شاءت من الثياب بشرط عدم الزينة أو التبرج.

عند الإحرام، يُمنع على الحاج عدة أشياء، تُعرف بـ«محظورات الإحرام»، وهي: إزالة الشعر أو قص الأظافر، استعمال الطيب، عقد الزواج أو الخطبة، الجماع، صيد البر، ولبس المخيط بالنسبة للرجال، ولبس النقاب والقفازين للنساء.
وقد بيّن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن أنواع الإحرام بالحج تنقسم إلى ثلاثة:
- الإفراد: الإحرام بالحج فقط، دون عمرة.
- القران: الجمع بين الحج والعمرة بإحرام واحد، وعلى صاحبه هدي.
- التمتع: أداء العمرة أولًا في أشهر الحج، ثم التحلل، ثم الإحرام بالحج من مكة، وعلى صاحبه هدي أيضًا.
يوم التروية.. بداية الرحلة المباركة
في اليوم الثامن من ذي الحجة، المعروف بـ«يوم التروية»، يبدأ الحاج بالاغتسال ولبس الإحرام، ثم يتوجه إلى منى، حيث يُسن له أن يصلي هناك الصلوات الخمس قصرًا دون جمع، باستثناء المغرب والفجر. ويبيت في منى تلك الليلة استعدادًا ليوم عرفة. ويُستحب الإكثار من التلبية والدعاء في هذا اليوم.
يوم عرفة.. الركن الأعظم من الحج
مع شروق شمس التاسع من ذي الحجة، ينطلق الحجاج من منى إلى صعيد عرفات ملبين ومكبرين، حيث يبدأ الوقوف بعرفة من الزوال حتى غروب الشمس، وهو ركن لا يصح الحج بدونه. ويُستحب أن يكثر الحاج من الدعاء والاستغفار وطلب المغفرة والرحمة.
بعد غروب شمس يوم عرفة، يتوجه الحاج إلى مزدلفة، ويُصلي بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ويبيت فيها حتى الفجر إن تيسر له، أو يصلي بها فقط إذا تعذر المبيت. ومن الأمور التي يُستحب فعلها في مزدلفة جمع الحصى (21 حصاة) لاستخدامها في رمي الجمرات.
يوم النحر.. أعظم الأيام عند الله
في فجر اليوم العاشر من ذي الحجة، يبدأ الحاج بالتوجه من مزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، مكبرًا مع كل حصاة، ثم يذبح الهدي -وهو واجب على المتمتع والقارن- ويوزع منه للفقراء ويأكل منه، ثم يحلق رأسه أو يقصره (والمرأة تقصر قدر أنملة فقط).

بعد ذلك، يتحلل الحاج التحلل الأصغر، فيجوز له كل شيء إلا النساء. ثم يتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، ويطوف سبعة أشواط حول الكعبة، ثم يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا تيسر، ثم يسعى بين الصفا والمروة (إذا لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم).
بعد هذه الأعمال، يكون الحاج قد أدى معظم المناسك، ويبيت في منى بقية الليل، استعدادًا لأيام التشريق.
أيام التشريق.. رمي الجمرات وإتمام المناسك
تبدأ أيام التشريق في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وتُستمر حتى الثالث عشر، ويقوم الحاج في كل يوم منها بعد الزوال برمي الجمرات الثلاث، مبتدئًا بالصغرى ثم الوسطى، ويختم بجمرة العقبة الكبرى، كل منها بسبع حصيات.
بعد رمي كل من الصغرى والوسطى، يُستحب الوقوف والدعاء، أما بعد جمرة العقبة، فلا يُستحب الوقوف.
إذا تعجّل الحاج في الخروج من منى بعد اليوم الثاني عشر، فلا حرج عليه، ولكن إن اختار التمهل، فيبيت الليلة الثالثة، ويؤدي رمي الجمرات في اليوم الثالث عشر بنفس الطريقة.
طواف الوداع.. ختام المناسك
بعد الانتهاء من رمي الجمرات في اليوم الأخير من التشريق، ينزل الحاج إلى مكة ويؤدي طواف الوداع، وهو آخر ما يقوم به الحاج في مكة قبل السفر، ولا يُعفى منه إلا المرأة الحائض أو النفساء.
وبهذا يكون الحاج قد أكمل مناسك الحج كاملة، بالترتيب الصحيح، ووفقًا لما ورد في السنة النبوية، من الإحرام وحتى طواف الوداع، دون مفسدات أو محظورات.
لماذا تصدرت مناسك الحج مؤشرات البحث في 2025؟
بالتزامن مع انطلاق الشعائر في هذه الأيام المباركة، بدأ الكثير من المسلمين حول العالم في البحث عن كيفية أداء مناسك الحج بالترتيب الصحيح، خصوصًا مع تزايد عدد الحجاج بعد التسهيلات المقدمة من المملكة العربية السعودية هذا العام، وتوفير تقنيات رقمية حديثة لتيسير الخدمات للحجاج.
كما يُعد الحج حلمًا وركنًا يسعى إليه المسلمون مرة في العمر، لذا باتت مواقع التواصل ومحركات البحث تعجّ بالتساؤلات حول الخطوات، والمواعيد، وما يترتب على كل يوم من هذه الأيام العظيمة.