عاجل

هل يجوز للحاج التوجه مباشرة إلى عرفة دون المبيت بمنى؟.. الإفتاء توضح

حكم التوجه مباشرة
حكم التوجه مباشرة إلى عرفة دون المبيت بمنى؟

مع اقتراب موسم الحج واشتياق القلوب إلى البيت الحرام، يتجدد الجدل سنويًا حول تفاصيل المناسك، خاصة ما يتعلق بيوم التروية، والذي يوافق الثامن من شهر ذي الحجة، وتحديدًا مسألة الذهاب إلى منى والمبيت بها قبل التوجه إلى عرفة. 

فهل ترك الوقوف بها ليلة عرفة يُعد تفريطًا في واجب شرعي أم أنه من السنن المستحبة؟ دار الإفتاء المصرية أجابت على هذا السؤال الحائر، موضحة الحكم الشرعي بالتفصيل.

ما هو حكم الذهاب إلى منى في يوم التروية 2025؟

أوضحت دار الإفتاء أن الذهاب إلى منى في يوم التروية والمبيت بها ليلة عرفة هو من السُّنن المستحبة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة، ولا تُعد ركنًا من أركان الحج، كما أنه لا يترتب على تركها أي دم أو كفارة، حتى ولو لم يكن هناك عذر، ما دام الحاج قد أدى باقي المناسك على وجهها الصحيح.

وأشارت الفتوى إلى أن السُّنَّة أن يذهب الحاج إلى منى ضحى يوم التروية، ويُصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قصرًا للصلاة الرباعية وبدون جمع، ثم يبيت هناك حتى فجر يوم عرفة، ويُصلي الفجر ثم ينطلق إلى جبل عرفات.

لكن من ذهب إلى عرفة مباشرة في اليوم الثامن خشية الزحام، فلا شيء عليه، وحجه صحيح، وقد ترك مستحبًا فقط، وهو معذور. بل قد يُثاب على تركه إذا كان ذلك درءًا للمشقة أو الزحام أو حفظًا للأنفس، مما يُؤكد على روح التيسير التي جاء بها الدين الإسلامي.

هل يُحاسب من ترك المبيت بمنى ليلة عرفة بدون عذر؟

في هذا الشأن، أكدت دار الإفتاء أن الحج مبني على التيسير ورفع الحرج، وأن تطبيق الأحكام الشرعية يجب أن يراعي مقاصد الشريعة، وفي مقدمتها حفظ النفس، ولذلك، فإن ترك سنة المبيت بمنى ليلة عرفة، حتى لو كان بدون عذر، لا يُبطل الحج، ولا يترتب عليه إثم، لأنه لا يُعد من الواجبات ولا الأركان.

واستدلت الدار بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حين سأله رجل فقال: "لم أشعر، فحلقت قبل أن أذبح؟" فقال: «اذبح ولا حرج»، ثم قال آخر: "نحرت قبل أن أرمي؟" فقال: «ارم ولا حرج»، فما سُئل عن شيء قُدِّم أو أُخر إلا قال: «افعل ولا حرج».. رواه البخاري ومسلم.

لماذا سُمّي يوم التروية بهذا الاسم؟

بحسب ما أشارت إليه الفتوى، فإن يوم التروية سُمِّي بذلك الاسم لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء استعدادًا للخروج إلى عرفة، كما كانوا يُريحون فيه دوابهم والهدي، استعدادًا لأعمال يوم عرفة والنحر وأيام التشريق.

واليوم، ومع تطور وسائل النقل والراحة، لم يعد الارتواء بالماء سببًا أساسيًا في الذهاب إلى منى، لكن تبقى السنة قائمة في الذهاب إليها والمبيت بها اقتداءً بفعل النبي، لمن استطاع ذلك دون مشقة أو أذى.

فضل يوم التروية

يوم التروية 2025 يحمل بين طياته نفحات إيمانية عظيمة، ويُعتبر من الأيام العشر المباركة التي أقسم الله بها في القرآن الكريم، حيث قال: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ". وهو يوم يُستحب فيه الصيام لغير الحاج، والإكثار من الدعاء والذكر والتكبير، ويُعد فرصة ذهبية للاستعداد الروحي ليوم عرفة.

أما دعاء يوم التروية فهو كغيره من أيام العشر، يُستحب فيه أن يدعو المسلم بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، خاصة الأدعية التي تُعينه على الطاعة، والثبات، والتوفيق في المناسك، ومن أجمل الأدعية في يوم التروية "اللهم بلغني عرفة، وارزقني فيها الوقوف، ويسّر لي حج بيتك الحرام، واجعل حجي مبرورًا وسعيي مشكورًا وذنبي مغفورًا".


هل يوم التروية لغير الحاج له فضل؟

نعم، يوم التروية لغير الحاج له فضل عظيم، شأنه شأن باقي الأيام العشر من ذي الحجة، ويُستحب فيه الصيام والعمل الصالح، والتوبة، والإكثار من التكبير والتهليل. وهو يوم عظيم تتنزل فيه الرحمات، ويستعد فيه المسلمون في بقاع الأرض ليوم عرفة، سواء بالحج أو بالدعاء والصيام.

لا حرج في ترك المبيت بمنى ليلة عرفة

من خلال ما سبق، يتضح أن المبيت بمنى ليلة عرفة سنة مستحبة، وليست واجبة أو ركنًا من أركان الحج، ولا يُبطل تركها الحج، ولا يستوجب فدية أو دمًا. ومن تركها خوفًا من الزحام أو التيسير على نفسه، فلا إثم عليه، بل قد يُثاب بنيته وحرصه على سلامته وسلامة الآخرين، كما أن هذا يتماشى مع قاعدة "لا حرج" التي أرساها النبي في حجة الوداع.

تم نسخ الرابط