المياه الغازية: هل هي بديل صحي أم تهديد خفي لصحتك؟

تعد المياه الغازية خيارًا شائعًا لدى الكثيرين ممن يبحثون عن بدائل للماء العادي، وبالرغم من أنها تُعد خيارًا خاليًا من السعرات الحرارية وتوفر شعورًا بالانتعاش، إلا أن بعض الخبراء الطبيين يحذرون من الإفراط في تناولها، لما قد تسببه من مشكلات صحية غير ظاهرة، خاصة لدى فئات معينة من الناس.

الفرق بين الماء العادي والمياه الغازية

بحسب الدكتور خوليو ماسيت، خبير التغذية، فإن كلاً من الماء العادي والماء الغازي يساهمان في ترطيب الجسم بنفس الكفاءة، كما أن كلاهما لا يحتوي على سعرات حرارية، وأشار في مقطع فيديو نُشر على "إنستجرام" إلى أن المياه الغازية قد تساعد في تسهيل عملية الهضم، وتخفيف الشعور بالثقل بعد تناول الوجبات الدسمة. ومع ذلك، يؤكد الطبيب أن المياه الغازية لا ينبغي اعتبارها بديلاً دائمًا للماء العادي.

الفئات التي يُنصح بتجنب المياه الغازية

أوضح الدكتور ماسيت أن بعض الأشخاص يجب أن يكونوا أكثر حذرًا عند تناول المياه الغازية، خاصة أولئك الذين يعانون من:

• ارتجاع المريء
• متلازمة القولون العصبي

حيث قد تسبب المياه الغازية شعورًا بعدم الراحة، وتزيد من أعراض الانتفاخ أو التهيج الهضمي، كما أن حموضة هذه المياه قد تؤثر سلبًا على صحة الفم، من خلال المساهمة في تآكل مينا الأسنان، وإن كانت بدرجة أقل من المشروبات الغازية السكرية.

ولتقليل هذا التأثير، ينصح الخبراء بتناول المياه الغازية باعتدال، ويفضل أن تكون مرافقة للوجبات.

المياه الغازية وصحة الجهاز الهضمي

بحسب موقع "Livestrong"، فإن بعض الأطعمة والمشروبات قد تتسبب في تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي، ومن ضمنها:

• المشروبات الغازية، بما في ذلك المياه الغازية
• منتجات الألبان
• الفول
• القمح
• الكرنب
• الحمضيات

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة إيلينا إيفانينا، المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي في نيويورك، أن شرب المشروبات الغازية لا يسبب بشكل مباشر متلازمة القولون العصبي أو الإسهال، لكنه قد يؤدي إلى الانتفاخ والغازات، نتيجة احتوائه على فقاعات غازية، وأضافت أن وجود السكر أو المحليات الصناعية في هذه المشروبات قد يزيد من احتمالية حدوث الإسهال لدى بعض الأفراد.

هل يمكن الاعتماد على المياه الغازية للترطيب؟

يرى خبراء التغذية أن الماء العادي يظل الخيار الأفضل للترطيب اليومي، نظرًا لخلوه من أي آثار جانبية أو مكونات قد تهيج الجهاز الهضمي. ومع ذلك، يمكن أن تكون المياه الغازية بديلًا مقبولًا في حال استخدامها كخيار بديل عن المشروبات السكرية أو الغازية التقليدية، شرط ألا تحل محل الماء النقي بشكل كامل، وأن يتم تناولها باعتدال.

رغم أن المياه الغازية قد تبدو خيارًا صحيًا ومنعشًا، فإنها لا تخلو من الآثار السلبية المحتملة على بعض الفئات، وخاصة من يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي أو مشاكل في الأسنان. لذلك، يوصي الخبراء بالاعتدال في استهلاكها، والاعتماد على الماء العادي كمصدر أساسي وآمن للترطيب اليومي.