خالد أبو بكر: تمثيل مصر التجاري بالخارج يحتاج إلى كوادر دبلوماسية

أكد الإعلامي خالد أبو بكر على ضرورة إعادة النظر في منظومة تعيين الممثلين التجاريين في البعثات الدبلوماسية المصرية، خصوصًا في العواصم الدولية الكبرى التي تُعد مراكز حيوية للتأثير السياسي والاقتصادي.
وأوضح، خالد أبو بكر خلال تقديمه برنامج «آخر النهار» عبر قناة النهار، أن من يتولى هذا الدور يجب أن يكون من وزارة الخارجية، لما تمتلكه من خبرات متراكمة في التفاوض، وفهم متقدم للعلاقات الدولية، والقدرة على التفاعل مع الثقافات المختلفة.
وأشار خالد أبو بكر إلى أن الترويج الاقتصادي والاستثماري لمصر لا يجب أن يُنفذ بطريقة تقليدية، بل ينبغي أن يعتمد على كوادر مدربة دبلوماسيًا تجيد مخاطبة العقل الغربي وتفهم جيدًا كيف تُدار العلاقات الدولية على الأرض.
كسر الأعراف البيروقراطية
وانتقد خالد أبو بكر ما وصفه بـ"الأعراف المعوقة"، في إشارة إلى إصرار وزارة التجارة على إرسال ممثلين تجاريين للبعثات الخارجية، معتبرًا أن هذا النهج بات غير متناسب مع التحديات الاقتصادية العالمية المعقدة. ودعا إلى كسر تلك الأعراف التي لا تخدم الصالح العام، والتوجه نحو نموذج أكثر فاعلية يقوم على الاستفادة من خبرات وزارة الخارجية في مجالات الترويج والتفاوض الدولي.
وأوضح خالد أبو بكر أن دبلوماسيي الخارجية يمتلكون من الخبرات الميدانية والمهارات اللغوية والثقافية ما يجعلهم أكثر كفاءة في أداء هذا الدور، خاصة في ظل التنافس الشرس بين الدول على جذب الاستثمارات الأجنبية.
الترويج التجاري
وأكد خالد أبو بكر أن هدفه ليس التقليل من كفاءة موظفي وزارة التجارة، بل توجيه النقاش نحو ضرورة اختيار الكفاءات الأنسب للقيام بالمهام الخارجية الحساسة، قائًلا: "نحن لا ننتقص من أحد، لكن الترويج التجاري لا يعتمد فقط على الأرقام، بل يحتاج إلى عقل دبلوماسي منضبط، يفهم مزاج الشعوب الغربية، ويجيد التحدث بلغة الاقتصاد الدولي".
وأشار خالد أبو بكر إلى أن العالم اليوم لا يعترف إلا بمن يتحدث بطريقته، وأن الملف التجاري المصري بحاجة إلى من يُجيد تقديمه بأسلوب يتناسب مع طبيعة الأسواق الغربية ومؤسسات المال العالمية.
مقترح لتأهيل الممثلين التجاريين
كحل عملي، اقترح خالد أبو بكر إعداد الممثلين التجاريين من وزارة الخارجية نفسها، ولكن بالتنسيق الكامل مع وزارة التجارة، عبر تقديم "بريف" شامل حول تفاصيل الملف التجاري، يسبقه تدريب ومعايشة لمدة شهرين، لضمان فهم كافة جوانب المهمة الموكلة إليهم.
وأوضح خالد أبو بكر أن المهارة الأساسية المطلوبة هي المهارة الدبلوماسية، أما المعرفة الفنية بالمجال التجاري فيمكن اكتسابها من خلال التدريب والتعاون المؤسسي، مؤكدًا أن هذا النموذج هو الأمثل لضمان تمثيل مصري قوي وفعّال على الساحة الدولية.

تكامل الوزارات
اختتم خالد أبو بكر تصريحاته بدعوة صريحة إلى الوزارات المعنية بضرورة التكامل والتعاون بدلًا من التنافس، مشيرًا إلى أن الملف الاقتصادي المصري في الخارج يجب أن يُدار بمهنية عالية، بعيدًا عن الصراعات الإدارية أو البيروقراطية.
ووشدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب رؤية استراتيجية موحدة تتعاون فيها كل الجهات لتحقيق هدف واحد، وهو جذب الاستثمارات وتعزيز صورة مصر الاقتصادية على المستوى العالمي، معتبرًا أن نجاح التمثيل التجاري يبدأ من اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.