الفن والتكنولوجيا.. فنان برازيلي يعيد إحياء رسوماته باستخدام الذكاء الاصطناعي
في عصر أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من العملية الإبداعية، قرر الفنان البرازيلي الشهير لوكاس ليفيتان أن يعود إلى مشروعه الفني الأيقوني "غزو الصور – Photo Invasion"، ولكن هذه المرة بروح جديدة وتجربة مختلفة تمامًا.
لوكاس، المقيم في مدريد، استبدل قلمه بالذكاء الاصطناعي ليعيد رسم شخصياته الطريفة بطريقة أكثر واقعية، مستعينًا بأدوات الذكاء الاصطناعي لإعادة تخيل لوحاته القديمة بشكل ينبض بالحياة، وتستعرض لوحاته موقع “boredpanda”.
من خيال إلى واقع: رحلة فنية جديدة
عرف جمهور لوكاس ليفيتان بمشروعه "غزو الصور"، الذي انطلق عبر منصة إنستغرام، حيث كان يضيف رسومات ساخرة على صور حقيقية، فيخلق مشاهد خيالية مبتكرة تخبر قصصًا لم تكن مرئية من قبل، أما اليوم، فيخطو الفنان خطوة أخرى نحو المستقبل، معتمدًا على الذكاء الاصطناعي ليحوّل شخصياته المرسومة إلى "بشر" واقعيين يحملون ملامح وتفاصيل دقيقة كأنهم وُجدوا في الحقيقة.
يقول ليفيتان عن تجربته الجديدة: "هناك شيء سحري في تحويل فكرة إلى صورة تشبه ما كان يعيش فقط في خيالي، أعدت تفسير بعض رسوماتي القديمة وتخيلت كيف قد تبدو شخصياتي لو كانت حقيقية. الذكاء الاصطناعي منحني هذه القدرة على توسيع حدود الإبداع".
بين الإبداع والتساؤلات الأخلاقية
ورغم حماسه للتجربة، لا يغفل لوكاس عن الجدل الدائر حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون، ويعترف بذلك قائلًا: "أنا مدرك تمامًا للنقاشات الأخلاقية حول الذكاء الاصطناعي، لكن الفضول يدفعني دائمًا لاكتشاف الإمكانيات الجديدة".
هذا التصريح يعكس موقفًا متوازنًا لفنان يعشق الفن ويرغب في استكشاف حدوده، دون أن يتجاهل المخاوف الحقيقية المتعلقة بسرقة الأعمال أو طمس هوية الفنان البشري.
فن معاصر ينبض بالحياة
النتائج التي خرج بها ليفيتان كانت مدهشة بحق، فقد ظهرت شخصياته الكرتونية القديمة في هيئة واقعية: بشعر طبيعي، وملابس تحمل طابعًا عصريًا، وتعابير وجه تنبض بالحياة، وفي كل صورة، حافظ الفنان على روحه الساخرة والإبداعية، مضيفًا تفاصيل صغيرة تعزز من الطابع الفكاهي للعمل الأصلي.
وقد لاقت هذه الصور تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الجمهور بقدرة ليفيتان على المزج بين الحنين للفن اليدوي وجرأة التجريب بالتكنولوجيا الحديثة.
هل المستقبل للفنانين أم للذكاء الاصطناعي؟
تجربة لوكاس ليفيتان تفتح الباب أمام تساؤل جوهري: هل يمكن أن يتعايش الفن التقليدي مع الذكاء الاصطناعي؟ أم أن أحدهما سيزيح الآخر؟ ما يقدمه ليفيتان هو نموذج لإمكانية التكامل بدلًا من التنافس، حيث يستفيد الفنان من التكنولوجيا لتعميق رؤيته الفنية، لا لمحوها.
